.

اليوم م الموافق ‏16/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الطلاق

1865

الأسرة والمجتمع

قضايا الأسرة

صالح بن محمد الجبري

الطائف

جامع الحمودي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أهمية عقد النكاح ، والتحذير من التفريط فيه. 2- وسائل تحفظ الزواج رغم الخلاف. 3- أحكام الطلاق. 4- أسباب حدوث الطلاق.

الخطبة الأولى

أما بعد:

إن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام.

وعقد الزواج إنما يعقد للدوام وحتى تنتهي الحياة، لهذا وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه ميثاق غليظ فقال: وَأَخَذْنَ مِنكُم مّيثَـٰقاً غَلِيظاً [النساء:21].

وإذا كان هذا العقد ميثاقاً غليظاً كما وصفه الله فإنه لا ينبغي الإخلال به، أو التهاون به، بل إن أي إنسان يحاول أن يفسد ما بين الزوجين من علاقة، فهو في نظر الإسلام حرام وإثم، كما أخبر بقوله: ((ليس منا من خبَّب امرأة على زوجها)).

وحذر الإسلام من أن الزوجة التي تفرط في هذه العلاقة، وتطلب الطلاق من زوجها، من غير سبب أو بأس، فإنها لن تدخل الجنة لقوله : ((أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأسٍ فحرام عليها رائحة الجنة)).

لكن الزواج قد يكون في حالات نعمة من نعم الله، وفي حالات أخرى كارثة من الكوارث، خاصة إذا كان الزوجان لا يقيمان حدود الله، ولا يقفان عندها.

ولكم أن تتصوروا مثلاً زوجاً فاسقاً شريراً، زانياً سكيراً، سيء العشرة لا يكف عن إهانة زوجته وضربها، ولا يقوم بالإنفاق على أولادها، إن الزواج من إنسان كهذا كارثة على الزوجة وأهلها.

ولكم أن تتصوروا أيضاً زوجة فاسقة شريرة، متبرجة، مبذرة، مؤذية لزوجها، لا تقوم بواجب الخدمة والرعاية، ولا هم لها إلا الزينة والمظاهر، إن الزواج من امرأة كهذه كارثة على الرجل وحياته، لهذا أليس الخلاص من زواج تعس كهذا نعمة جليلة من نعم الله، من هنا كان الطلاق نعمة عظمى إن كان الزواج كارثة كما ذكرنا.

لكن إذا كان الإسلام قد شرع الطلاق فإنه أيضاً قد حث على التروي والصبر وعدم الاستعجال فعند حصول طلاق بين الزوجين فالحل الصحيح هو محاولة إزالة هذا الخلاف بين الزوجين وبدون أن يشعر أحد بوجوده كما قال : ((استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وإن كل ذي نعمة محسود)).

فإذا لم تمكن السيطرة على هذا الخلاف يمكن إعلام أقرب المقربين إلى الأسرة لعله يستطيع إنهاءه، ولنا في بيت رسول الله أسوة حسنة فقد جاء إلى بيت فاطمة فلم يجد علياً.فسأل عنه فقالت، كان بينه وبينه شيء فغاضبني وخرج. فقال لرجل: ((أنظر أين هو؟)) فقال: هو في المسجد راقد. فجاءه وهو مضطجع، وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل يقول: ((قم يا أبا تراب، قم أبا تراب)). وما كان له اسم أحب إليه منه، [رواه البخاري عن سهل من سعد]. ونلاحظ هنا أن المشكلة قد انتهت بتوسط النبي بين الزوجين الصالحين.

وهنا قد يقول قائل:ربما استمر التوتر من جانب أحد الطرفين، فما هو العلاج؟ والعلاج موجود.

لو كان التوتر والإعراض من جانب الزوج وخافت الزوجة من ذلك فإن العلاج هو في قوله تعالى: وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَـٰفَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ ٱلأنفُسُ ٱلشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء:128].

أي أن على الزوجين أن يعملا معاً وبهدوء للقضاء على التوتر بينهما.ولا مانع من أن تقوم الزوجة بعملية استرضاء لزوجها مالياً أو معنوياً حتى لا تفقده، وعلى الزوجين أن يستجيبا لدواعي الصلح والخير حتى تستمر الحياة بينهما.

أما إذا كان الإعراض من جانب الزوجة، وهو الذي سماه العلماء النشوز، والنشوز هو ترك المرأة التزين لزوجها، أو تعصيه في الفراش، أو تخرج من البيت بدون إذنه، أو تترك الصلاة أو الغسل، فإن العلاج هو في قوله تعالى: وَٱللَّـٰتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِى ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء:34].

إن علاج الزوجة الناشر، يبدأ بالوعظ بالعلم والقرآن، فإذا لم يغير فيهجرها في الفراش، فإذا لم يغير: فتضرب ضرباً لا يسيل دماً ولا يكسر عظماً ولا يكون في الوجه، فإن استجابت بعد ذلك ينبغي على الزوج أن يتوقف عن عمل أي شيء يغضبها، فإذا لم يفد فيها الوعظ والهجر والضرب لابد من اتخاذ إجراء آخر، وهذا الإجراء هو الإصلاح من خارج الأسرة، لأن الإصلاح من داخل الأسرة، قد أصبح غير مثمر، فلابد إذن من التحكيم.قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَٱبْعَثُواْ حَكَماً مّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مّنْ أَهْلِهَا. [النساء:35]. لماذا؟ حتى يقوما بدراسة الأحوال وأسباب النزاع بكل جد وإخلاص، فقد يوفقهما الله في إنهاء المشكلة كما قال تعالى: إِن يُرِيدَا إِصْلَـٰحاً يُوَفّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:35].

فإذا لم تنجح كل هذه المحاولات وأراد الرجل طلاق امرأته وهو الذي بيده الطلاق، لأنه أقدر من المرأة على ضبط أعصابه وانفعالاته وعلى معرفة المصالح والمفاسد. فإذا أراد أن يطلق فليطلق الطلاق الشرعي. بمعنى أنه إذا كان لابد من الطلاق فليطلقها على الوجه الشرعي، وهو أن يطلقها واحدة وهي غير حامل أو في طهر لم يجامعها فيه. ولا يحل له أن يطلقها وهي حائض ولا في طهر جامعها فيه، إلا إن تبين حملها، أو تحيض بعد ذلك فيطلقها بعد الحيض قبل أن يطأها. وإذا أراد رجل الطلاق فليطلق مرة واحدة فقط، ليكون ذلك توسيعاً على نفسه إن أراد أن يراجع. وإذا حدث ذلك فعلى الزوجة أن تبقى في بيت زوجها، وما يفعله الناس اليوم من إخراج الزوجة من بيت زوجها، إذا طلقت طلاقاً رجعياً فهذا خطأ وحرام لقوله تعالى: لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيّنَةٍ [الطلاق:1]. ثم قال بعد ذلك: وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1]. ثم بين الله الحكمة من وجوب بقاء الزوجة في بيت زوجها بقوله: لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً [الطلاق:1].

وننبه إلى أنه يجوز للمطلقة الرجعية حال بقائها في المنزل، يجوز لها أن تكشف لزوجها وأن تتزين له وأن تكلمه.

ثم إن هذه الطلقة التي أوقعها الزوج إذا كانت واحدة أو اثنتان فإنها تعتبر طلقة رجعية، مادامت المرأة في العدة ويستطيع أن يراجعها كما قلنا سابقاً بالقول أو الفعل.

أما إذا انتهت العدة ولم يراجع الزوج زوجته، أصبحت الطلقة بائنة بمعنى أن الزوجة لا تعود إليه إلا بمهر وعقد جديدين مع رغبتها في ذلك قال تعالى: وَٱلْمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَـٰثَةَ قُرُوء وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِى أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدّهِنَّ فِي ذٰلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلَـٰحاً [البقرة:228].

فإن كان الطلاق أكثر من اثنتين فإنه لا يحل للزوج إرجاعها حتى تنكح زوجاً آخر، نكاحاً لا يقصد به التحليل قال تعالى: فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ [البقرة:230].

ولا يجوز للرجل أن يعلق طلاق زوجته بقصد الانتقام منها فيتركها معلقة، لا يجوز أن يستمر ذلك أكثر من فترة أربعة أشهر كما قال تعالى: لّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءوا فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ ٱلطَّلَـٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:226-227].

أما إذا كان طلب الطلاق من جانب المرأة، فقد أباح لها الإسلام أن تتخلص من الزوجية بطريق الخلع، وذلك بأن تعطي الزوج ما كانت أخذت منه باسم النكاح لينهي علاقته بها وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا ءاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229]. لأنه مادام أنه هو الذي بذل المهر والتكاليف والنفقة، وهي قابلت هذا بالجحود وطلبت الفراق، فمن العدل أن ترد عليه ما أنفقه عليها، لهذا لما جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى الرسول فقالت: يا رسول الله ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، كفران المعشر. فقال : ((أتردين حديقته؟ قالت: نعم، فقال رسول الله: اقبل الحديقة وطلقها طلقة)) [البخاري ومسلم عن ابن عباس].

أما بالنسبة للعدة، فإن كانت حاملاً فإلى وضع الحمل، سواءً طالت المدة أو قصرت، لقوله تعالى: وَأُوْلَـٰتُ ٱلاْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق:4]. أما إذا كانت غير حامل وهي من ذوات الحيض فعدتها ثلاث حيض كاملة، بغض النظر عن المدة. قال تعالى: وَٱلْمُطَلَّقَـٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَـٰثَةَ قُرُوء [البقرة:228].

أما التي لا تحيض لكبرها أو صغرها، فعدتها ثلاثة أشهر، لقوله تعالى: وَٱللاَّئِى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نّسَائِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـٰثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللَّـٰتِي لَمْ يَحِضْنَ [الطلاق:4].

عباد الله: اتقوا الله واحذروا الطلاق بما شرعه الله فيه وفي غيره، فإنه خير لكم في العاجل والآجل.

وقد يقول سائل: إننا نلاحظ زيادة في حالات الطلاق في السنوات الأخيرة، فما هو السبب؟ والجواب:أن أسباب الطلاق كثيرة لعل من أهمها التهور والاندفاع من الرجل الجاهل بالدين الذي يستخدم حقه في الطلاق كسلاح يلوح ويهدد به دائماً. بل ويستخدمه في كثير من الأحيان عبثاً دون وعي بخطورته، ودون حاجة إليه ثم يندم على ذلك لا ويكون أول المتضررين بوقوعه. فتراه يردد كلمة الطلاق، في مناقشاته وكلامه وهازلاً أو غاضباً، قائماً أو قاعدا، ويتخذه لهواً ولعباً، وصدق الله: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1]. ليس هذا فقط بل إنه يصل به الحال إلى أنه قد يحرم زوجته على نفسه بالظهار مرة، ومرة يحلف ألا يقربها طوال مدة معينة ظلماً، ومدة يعرض عنها ويهجرها بدون سبب، هضماً لحقوقها، وتقصيراً في واجباته نحوها نتيجة لأنه ملَّ منها أو لأنه تزوج عليها.

بل يستعمله بدلاً من اليمين فإذا أراد أن يحلف على نفسه أو على غيره قال: عليّ الطلاق.

 ومن الأسباب العامة لحدوث الطلاق: عدم اختيار الزوج الصالح. فرغم أن الرسول قال: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه)) إلا أن الكثير لا يزوجون إلا من يرضون ماله ووظيفته ومركزه الاجتماعي، أما الدين فالأمر لديهم مختلف.

ومن الأسباب:عدم التزام الزوج بحقوق الزوجة كأن يكون دائم الخروج من المنزل، وعدم الاستقرار فيه، كمثل أحدهم الذي كان يسهر مع أصدقائه إلى آخر الليل، تاركاً زوجته لوحدها وبعض الأحيان كان يتركها وحيدة ويسافر إلى الخارج ليمتع نفسه بالحرام والعياذ بالله.فماذا كانت النتيجة. النتيجة أن المشاكل كثرت بينهما حتى وصلت بها الحال إلى الطلاق.

ومن الأسباب:زواج المرأة بمن تكره أما لكبر سنه أو لعيب فيه.وسبب هذا هو طمع الأولياء في الحصول على المال الكثير، وهذا لا يجوز في الشرع أبداً. ويكفي أن نعلم في هذا قول النبي : ((لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن)).

وجاءت امرأة إلى النبي فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها ، فأي زواجَ بني على عدم الرضا نهايته الفشل والطلاق، وقد يتسبب في انحراف المرأة أخلاقياً.

ومن الأسباب: أن الرجل قد يتزوج الفتاة بالنظر إلى جمالها أو أسرتها. وقد تكون من أسرة ثرية وقد تعودت على النعمة ورغد العيش في منزل أهلها. وعندما تأتي إلى بيت زوجها لا تقدر ظروفه المادية، ولا يهمها إلا الحصول على رغباتها وطلباتها.

والحاصل: أن الزواج الذي يتم دون مراعاة للفروق الاقتصادية والاجتماعية، قد ينتهي دائماً بالطلاق كما هو مشاهد وملموس. وشاهد على هذا ما رواه أحد الشباب من دولة عربية كان يعيش في المملكة. قال: إن زوجته عاشت معه هنا عدة أعوام في هناء وحبور، ولكنها في النهاية تقدمت إلى المحكمة بطلب الطلاق منه، عندما علمت بانتهاء عقد عمله بالمملكة.

ومن الأسباب:تدخل الأهل في مشاكل الزوجين دون طلب منهما، مما يزيد مشاكل كل الزوجين حدة وعناداً.

تقول إحدى المطلقات:أنها كانت في غاية السعادة مع زوجها إلى أن سكنت والدة الزوج معها في بيت واحد. وهذه ليست المشكلة ولكن المشكلة هي أن هذه الوالدة قد أكثرت من تدخلاتها في حياتهما الخاصة. حتى انتهى الأمر بهما إلى الطلاق. فأين أمثال هؤلاء عن قوله : ((ليس منا من أفسد امرأة على زوجها)).

قد يطلق الرجل المرأة انتقاماً منها أو استجابة لطلب الزوجة الجديدة، ورغبتها في ذلك. وقد نهى من ذلك بقوله: ((لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فإنما لها ما قدر لها)).

وأهم الأسباب على الإطلاق:هو ضعف الوازع والإيمان في قلوب الكثير من الناس. الأمر الذي أدى بهم إلى الوقوع في المعاصي، والتي انتهت بهم إلى الطلاق: وإليكم أمثلة على ذلك.

المثال الأول: زوج يشرب الخمر ويتحدى الله ويتحدى زوجته بشره حتى ضاق بها الأمر فتقدمت إلى المحكمة بطلب الطلاق منه، ولكنه أمام القاضي أنكر ما نسبته إليه وتحداها أن تثبت ذلك عليه، وفعلاً عجزت الزوجة عن الإثبات وتحداها. لكن الله أراد أن يفضحه أمام زوجته وأمام الناس فألقي القبض عليه داخل بيته، وحكم على نفسه وعلى زوجته بالضياع.

مثال آخر: زوجة ذكرت أن سبب طلاقها يعود إلى أن زوجها طلب منها أن تكشف أمام إخوته وأبناء عمومته وأخواله فرفضت في حياء، فكان مصيرها الطلاق.

وأخرى: ذكرت أن سبب طلاقها يعود لرفضها السماح لابن أخ زوجها الذي يبلغ 22 عاماً السكن معها في بيت الزوجية.

وأخرى: تقول أنه لا ذنب لها في الطلاق سوى أنها أنجبت أربع بنات ولم تنجب الذكور فطلقها ولكن إرادة الله شاءت أن تتزوج من رجل آخر وأن تنجب منه مولوداً ذكراً.

لهذا يا أخوة علينا أن نرجع إلى الله ونتوب إليه ولتكن حياتنا الزوجية منذ اللحظة الأولى على ما يحبه الله ويرضاه. وليكن اختيارنا للزوج كما قال : ((إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه)) وليكن اختيارنا للزوجة كما قال : ((تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الذين تربت يداك)) الدين أولاً ثم يأتي بعده الأمور الأخرى.

وعلى الأزواج أن يعرفوا أن المرأة لا تكون خالية من العيوب والنقص. إذ لابد أن يوجد فيها نقص أو خلل، كما قال : ((إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه.فإن ذهبت تقيمه كسرته، وأن استمتعت به استمتعت به وبه عوج)) وفي رواية: ((كسرها طلاقها)).

لهذا فالزوج العاقل يصبر ويتصبر ويتحمل ما يراه من نقص. كما أن على الزوجة أن تعرف أن زوجها هو جنتها ونارها كما أخبر الرسول . لهذا عليها أن تتحمل ما تراه من مساوئ زوجها. وأن ترضى بما قسم الله لها وتجاهد في ذلك، فإن عملها هذا، وهو حسن تبعلها لزوجها، يعدل الجهاد في سبيل الله كما أخبر ، وذلك أسهل وأهون من الطلاق الذي يدمر الأسر ويشتت الأولاد ويجلب التعاسة، فالحذر الحذر من الطلاق وما يؤدي إليه.

فهل نحن فاعلون؟ نرجو ذلك ونتمناه.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً