.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الرد على القرآنيين

1421

أديان وفرق ومذاهب

فرق منتسبة

أحمد بن عبد العزيز القطان

غير محدد

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- مطالبة بعض الحكام بهجر السنة النبوية. 2- تحذير النبي في هجر السنة. 3- أدلة حجية السنة. 4- سعة علم النبي كما علمه ربه. 5- استحلال الغناء والخمر. 6- أدلة تحريم الغناء.

الخطبة الأولى

أما بعد:

الرسول أخبر في الحديث الصحيح[1]  أنه يُحرم ويحلل ويحللُ، كما يُحرم ويحلل القرآن، وبعض الناس يظن أن الحلال في القرآن فقط، وأن الحرام مذكور في القرآن فقط، إذا قلت له قال رسول الله قال: هذا في القرآن؟ قلت: لا، قال: هذا ما يحلل ولا يحرم، أعطني آية في القرآن تذكر هذا، وهذا الذي تنبأ به النبي وأخبر أن أناساً ورجالاً من أمته سيأتون بعده يقولون هذا وقد تحقق على جميع المستويات، هناك من الزعماء من يقول ذلك نعم يقول بيني وبينك القرآن، أما البخاري أو مسلم فهذه كُتب دراويش حرفّوها فحرقوا جميع أحاديث الرسول ، وهناك من الناس المترفين أصحاب الشهوات عندما يعلمون أن الرسول فصل تفصيلاً دقيقاً في بعض الأمور التي لم يذكرها القرآن وفيها تحريم رفض تحريم الرسول .

اسمعوا هذا الحديث العظيم الذي تنبأ به الرسول وأخبر أمته، قال : ((يوشك)) [كلمة يوشك في اللغة العربية اسمها أسلوب المقاربة يعني عندما تقول يوشك أي قًرُب توشك المرأة أن تلد وهي في شهرها التاسع أي اقترب]، فعلاً حدث كما أخبر الرسول : ((يوشك أن يقعد الرجل منكم [من أمته] على أريكته [الكرسي أو الكنبة أو المكان الذي يجلس فيه أمام الناس] يُحدث بحديثي ويقول: بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه..)) ماذا تعقيب الرسول ؟ اسمع: ((وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله)) هذا هو التعقيب.

إن ما يقول عنه النبي بأنه حرام، فالله هو الذي قال هذا حرام لأنه لا يأتي بتشريع من عنده، وإنما هو يتكلم عن الله رب العالمين، هو رسول له مرسِل وهو الله سبحانه وتعالى، وجبرائيل رسول له مرسِل وهو الله سبحانه وتعالى، نعم لهذا يقول سبحانه: إن هو إلا وحي يوحى [النجم:4].

وبعد هذه المقدمة وتقرير هذه الحقيقة وتأكيد هذه الحقيقة أن محمداً حرم أموراً لم تُذكر في القرآن، وفصل أموراً نحن نطيعه فيها لم تُذكر في القرآن، علمنا عدد الصلوات ولم تُذكر في القرآن، الله قال: وأقيموا الصلاة، ولكن كم؟ كم عدد ركعات الفجر؟ الظهر؟

محمد علمنا، الله قال: وأذن في الناس بالحج [الحج:27]. ولكن محمد قال: ((خذوا عني مناسككم)) و ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).

هذا التفصيل كله في الحديث لم يُذكر في القرآن منه شيء، لهذا تنبهوا أيها السامعون من أن نقع في هذا الخطر العظيم الذي يقع فيه بعض الناس اليوم إذا قُلت له قال وهذا الحديث صحيح يحتج به رده، وهنا تكون الخطورة العظيمة، فالذي يرد الحديث الصحيح ويجعل القرآن بينه وبين الناس فقط، استمع ماذا يقول الله عنه في القرآن العظيم: من يطع الرسول فقد أطاع الله [النساء:80]. إذاً طاعة الرسول من طاعة الله: ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [النساء:80]. يعني من تولى عن حديثك ويعطيه ظهره أو جنبه ويدبر عنه ما لا يحفظه أحد تبدأ تطارد الشياطين.

ويقول سبحانه وتعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول [النساء:59].

ويقول سبحانه: ومن يشاقق الرسول [النساء:115].

الكلمة نفسها فيها تصوير من يشاقق الرسول هو في مكان والرسول في مكان، هو في جانب والرسول في جانب، لهذا كن في جانب الرسول تحشر معه يوم القيامة ولا تذهب إلى الذئاب، الأمن مع النبي الذي تحرسه الملائكة ويحرسه الله سبحانه وتعالى.

إذن الآية فيها تعبير ومن يشاقق الرسول يروح هو في جهة والرسول في جهة.

ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى [النساء:115]. إذا المؤمنون لهم سبيل، لهم سمة معينة، أشكالهم كلامهم. . .الخ.

عش معهم تعرفه، ماذا نفعل به؟ نولّه ما تولى [النساء:115]. يُحشر معه يوم القيامة، ويقول سبحانه كل هذه الآيات تخدم الحديث الأول.

فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [النور:63].

كلمة فتنة في القرآن يُراد بها الفتنة في الدين، ينام المرء مسلماً ويُصبح كارهاً الدين.

ونحن الآن بفضل ربي مُقبلين على شهر تُصفد فيه الشياطين وتربط فيه بسلاسل، الملائكة تربطها، فهذه فرصة للذي يشرب خمراً أن يتوب، الذي يزني أن يتوب، الذي يأكل ربا أن يتوب، الذي يقطع الرحم يتوب، هذه الفرصة نرتقبها هذه الفرصة نرتقبها من العام الماضي، أو يصيبهم عذاب أليم.

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة [الأحزاب:35].

وهنا أُدخل معنا النساء حتى لا تقول المرأة الرجل المعني فقط إذا قضى الله ورسوله أمراً [الأحزاب:36].

هذه الآيات كلها تصب في معنى طاعة الرسول في أحاديثه ثم لنستمع إليه وهو بين أصحابه كالنجوم يحيطون به كالقمر المنير وهو يحدثهم هذا الحديث العجيب الذي جعلهم كلهم يتساءلون، قال : ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى))، فلما قال: ((من أبا، تعجبوا من هذا الذي لا يريد الدخول مع الرسول، ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))[2].

ثم استمع إلى القرآن العظيم وهو يُحمل الأمة مسئولية الحواس.

الله سبحانه جعل الحواس لطاعته ولعبادته وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [الذاريات:56]. وهذه الحواس منها السمع والبصر، ومنها اللسان...إلخ.

ويجب أن تُسخرها لعبادة الله رب العالمين، ويبين الله أهمية حاسة السمع كيف أن الإنسان إذا جاءته الذكرى يُلقي السمع فيلتقط من جهاز الاستقبال، عند ذلك يحل الاطمئنان والنور، قال سبحانه: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد [ق:37]. لمن كان له قلب، كل الناس لهم قلب، ليس القلب الدموي، إنما القلب الإيماني النور الرباني نور على نور، هذا القلب هو قلب الفطرة، ماذا عندهم؟ عندهم سمع إذا غفل القلب يُلقى السمع ربما تؤثر فيه الموعظة ويبدأ يتلقى بالسمع فيحيا القلب لهذا الله فصّل فقال: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

أيها الأحباب الكرام:

الرسول ما ترك أمراً من أمور الحلال أو الحرام أو الخير أو الشر إلا بيّنه لأمته حتى يتركوا الشر ويعملوا الخير.

ولعلك تتساءل هذا الحديث من يرويه؟ حُذيفة بن اليمان كاتم سر الرسول يقول لقد خطبنا النبي خطبة[3] ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، والخطبة هذه امتدت اليوم كله، يعني صلى بهم الفجر وقام خطب، والظهر وقام خطب، ثم العصر خطبة عظيمة ذكر الفتن وأصحاب الانقلابات وأصحاب الطُرق والبدع، لهذا حذيفة يقول: ((علمه من علمه، وجهله من جهله)).

أيها الأحباب:

والرسول جاء من صفاته في القرآن أنه رحمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [الأنبياء:107]. فإذا تكلمت هذه الرحمة علينا أن نقول سمعنا وأطعنا، فهذا شعارنا أمام الله وأمام الرسول .

وبعد هذه المقدمة والتمهيد السريع أُريد أن أُبين حكماً من أحكام النبي والتي حرم فيها أمراً معظم الناس اليوم يستحلونه أو يتهونونه، وهذا الاستحلال وهذا التهاون ألهاهم عن القرآن وعن الذكر وعن الطاعة وجعل النفاق ينبت في قلوب الناس بأشكال وألوان، وحرك البنات الغافلات، والأولاد الغافلين حركهم إلى التفكير الخاطئ والتفكير بالرذيلة، وأصبح هم الواحد منهم في ليله وفي نهاره، والله يقول: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً [الأحزاب:41]. أصبح الناس لا يعرفون من هذه الآية شيئاً إلا من رحم الله، من أول لحظة يفتح عينيه يدندن ويردد كلمات الأغاني، ومنهم من يدندن حتى إذا دخل الحمام، والحمام فيه شياطين، كيف تطردهم من الحمام؟ عندما تدخل برجلك الشمال وتقول: ((بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث))[4].

إذا قلت هذا طرد اللهُ الشياطين من الحمام، لكن إذا ما قال المرء هذا ودندن في الحمام بدأت الشياطين تذكره المطرب الفلاني، والمطربة الفلانية، ويجلس في البانيو بالساعات يغني ويصدر الأصوات، أي قلب بعد ذلك يبقى لرجل في الحمام مع الشياطين يغني هل يتلقى الصلاة والذكر؟ لا يمكن أبداً.

سيواصل الوصلة في السيارة إلى عمله، لا يستطيع أن يصبر لأن هناك شياطين توسوس.

والرسول ماذا قال في هذه القضية الخطيرة؟ الموسيقى والغناء، أخرج البخاري من حديث أبي مالك الأشعري النبي : ((ليكونن – اللام والتوكيد والقسم – ليكونن أقوام يستحلون الحر))[5].- الزنا – وهذا حديث الآن في قوانين ودساتير جميع الدول الإسلامية باستثناء السعودية حسب علمي بأن الدستور والقوانين في جميع الدول العربية تقول: إذا زنى رجلٌ بامرأة وكان الطرفان راضيان، المرأة راضية والرجل راضٍ، والمرأة لم يكن لها زوج، وحدث هذا برضاها، الجريمة تتحول من جريمة زينة إلى واقعة زنا.

لاحظ الفرق بين التعبير والنصوص، واقعة، وهذه الواقعة لها عقوبة بسيطة حبس بسيط، غرامة بسيطة، وإذا كان لها زوج وهذا لزوج تنازل عن حقه فإن هذا التنازل أيضاً يحولها من جريمة إلى واقعة، ويخرجون جميعاً برءاء، أين حق الله؟ ذهب!!، أين حق الرسول ؟ أين حق القرآن؟ وحق الأمة الإسلامية؟ هُدر!! فلهذا عندما أخبر بهذه الحقيقة لم يعبث بهذا الخبر، فمعظم الدساتير والقوانين تفعل ذلك الآن ((يستحلون الحّر)) والحر كرمكم الله الفرج، يستحلونه، لماذا قال يستحلونه؟ يعني هل يقول أحدهم: الزنا حلال؟ لا ولكن يحتالون عليه بأسماء أخرى، يقولون: حرية شخصية، ما شأنك؟ ولهذا سموا هذه العلاقة حُرية شخصية، والخمور مشروبات روحية، وهكذا.

هذه الأسماء لا تُغير من حقيقة المسمى، الكفار عبدوا الأحجار لكن سموها آلهة، هل صارت آلهة؟ لا هي أحجار، لهذا الله يقول: إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم [النجم:23]. ما هي آلهة.

لهذا عندما يُصبح الزنا حرية شخصية هل معنى ذلك أنه حلال؟ الخمر مشروبات روحية تنعش روحك، وتخضع مثل ما نبكي في القرآن والصلاة روحية، اشربوا لها الخمر وهي مشروبات شيطانية.

قال: ((والحرير)) وكما تعلمون الحرير حرامٌ على رجال أمة محمد مع الذهب، وقال: ((الخمر والمعازف)) أربعة أمور تستحل: ((الحرّ، والحرير، والخمر، والمعازف)) والمعازف الأخيرة هذه هي آلات الطرب والموسيقى ومعنى قوله: يستحلون معناها أنها حرام وإلا كيف يستحل الحل، فقد كان حراماً واستحله، ثم وضعها إلى الزنا جانب ومع الحرير قد ثبت تحريم الزنا والخمر بالقرآن والحرير ثابت تحريمه بالحديث، والمعازف ثابت تحريمها صراحة بالحديث، اثنان تُحرم بالقرآن، واثنان تُحرم بالحديث هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري.

ثم الحديث الثاني: قال رسول الله : ((إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة (الطبل) والغبيراء، وزادني صلاة الوتر)).

كذلك هذا الحديث جاء في مسند الإمام أحمد، قال: سفيان قلت لعلي بن هزيمة ما الكوبة قال: الطبل[6].

نلاحظ أن هذه الأحاديث تجمع بين أمور غالباً ما تكون في مكان واحد شُرب الخمر والغناء والموسيقى والبنات والزنا والميسر والقمار، سبحان الله.

أحد عباد بني إسرائيل جاء في حديث أنه خُيّر بين أن يقتل أو يزني أو يشرب الخمر، فقال: أفعل أهونها فشرب الخمر، فلما سكر زنا وقتل.

الحديث الثالث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ((صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة عند نعمة وعند فرحة))[7]، وفي رواية: ((نغمة ورنه عند مصيبة)).

الحديث الرابع: عن أبي هريرة قال : ((يُمسخ قومٌ من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير، قالوا يا رسول الله أليس يشهدون أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، قال: بلى ويصومون ويحجون، قالوا فيما بالهم؟ قال: اتخذوا المعازف والدفوف والقينات (البنات الراقصات) فباتوا على شربهم ولهوهم وقد مسخوا قردة وخنازير))[8].

وهذا الحديث يهدد كل الذين يسافرون للفساد إلى بانكوك أو تايلند، أو إلى الدول الأخرى للبحث عن الطرب واللهو في الملاهي والفجور، فإن الله يهددهم والرسول يهددهم بأنهم قد يمسون شيئاً ويصبحون شيئاً أخر، يمسون يصومون يحجون يصلون ويذكرون الشهادتين، ثم يذهبون للملاهي مع المعازف والقينات والدفوف، قال ثم يبيتوا على ذلك في لهوهم فيتحولون إلى قردة وخنازير.

فلهذا انتبهوا خطورة عظيمة، هذا تهديد.

الحديث الخامس: قال : ((في هذه الأمة خسفٌ للأرض، ومسخٌ (التحويل من خلق إلى خلق)، وقذف (حجارة تنزل من السماء)، قال رجل من المسلمين ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات)) أي المغنيات، بعد ذلك ننتظر الرضى والبركة من الله تبارك وتعالى، وكما قال تعالى: في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ويصلحون [النمل:48].

حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إني أسألك بصفاتك العلا وأسمائك الحسنى عدم الفساد للأمة.

وجاء في تفسير قوله تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث [لقمان:6].

أخرج ابن أبي شيبه بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: (لهو الحديث)، قال: هو والله الغناء ذكره الشوكاني في نيل الأوطار.

وجاء في تفسير قوله تعالى: وأنتم سامدون [النجم:61]. قال ابن عباس وهو حبر الأمة وبحر العلم وترجمان القرآن ماذا فسر كلمة سامدون فرسها وهم مُغنون، والسمود هو الغناء ((بلغة أهل اليمن)) في قبيلة حمير، ولذلك تقول القبيلة أسمّد لنا أي غنّي لنا.

يعني أن الرسول يقول لكفار قريش: أنا أقرأ عليكم القرآن عند الكعبة وأنتم تطبّلون وتغنون وتغضبون بالغناوي على القران[9].

وجاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود : ((الغناء يُنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع))[10].

وقال الفضيل بن عياض: الغناء رُقية الزنا، رقية الشيء هي مقدمات الزنا، الغناء..  ماذا يقصدون من كلمات الأشرطة.

وجاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما: الدّف حرام، والمعازف والكوب ((طبل)) والمزمار حرام[11].

وجاء في الأثر عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن ابن عمر مر عليه قوم محرمون وفيهم رجل يتغنى فقال: ألا لا استمع الله لكم، يدعو عليهم ابن عمر مادام فيهم واحد يُغني ألا آله تنبيه.

وجاء في الأثر عن ابن عباس جاء رجل فقال: ماذا تقول في الغناء حلال أم حرام، يعني في القرآن مذكور.

أرأيت الحق والباطل يوم القيامة، أين يكون الغناء؟ قال الرجل: يكون مع الباطل، قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك.

أيها الأحباب الكرام:

وهذه الآلات أصبحت من الكثرة بحيث يختلط على الناس بحيث لا يعرفون الحلال من الحرام، والرسول لم يأذن إلا بالدّف ألا وهو الطار، وفي العرس وفي العيد والذي يكون فيه بنات صغار لم يبلغوا الحيض في عرس النساء لكي يشهروا الزواج، وكذلك العيد حتى تخالفوا اليهود والنصارى، ونبين أن في عيدنا فسحة كذلك كان يسمع الرسول ويقول حتى يعلم أهل الكتاب أن في  ديننا فسحة ولكن لم يأذن فيه للرجال، ولم يكن ذلك من فعل الصحابة[12].

وفي عهد عمر بن الخطاب ظهر مولود لا هو ذكر ولا أنثى فهذا أمسك الطار وغنى فبلغ الأمر إلى عمر فقال أحضره، فلما أحضروه فأمسك عمر الطار وضربه على رأسه وقال هذا علاج من يفعل ذلك، أمتنا أمة جهاد وعبادة وطاعة، أمر بذلك عمر لأن جيوشه كانت تضرب مشارق الأرض ومغاربها وترفع راية لا إله إلا الله.

وليت المسألة اليوم انحصرت في الطار، فرق الجاز وجاكسون المغني وأشكال وألوان وأنواع، يقول المستمعون إنها مسيطرة عليهم، أموال طائلة تصرف وأولاده صاروا غافلين لا يُفكرون في طاعة ولا في دين.

أحضر لي أحدهم شريطاً وقال: يا شيخ سامحني ولكن اسمع فيه موسيقى، قلت: الموسيقى حرام، قال: اسمع هذا لحن أوروبي فيه موسيقى على طريق ترتيل القرآن، وفيه قرآن تسمعه من بعيد، قلت: صحيح؟ قال: اسمع الشيخ المنشاوي وهو يقرأ آخر المائدة، كلام عيسى عليه السلام مع الله أأنت قلت للناس اتخذوني [المائدة:116]. من بعيد في الشريط.

البداية كأن واحداً في الصحراء، عواصف هواء ثم صوت موجات، ثم القرآن ثم عيسى يتكلم في الصحراء مع الله ثم تدخل موسيقى عجيبة بلحن تركي ممزوجة بأوروبي، قبلها جيتار حاد ثم كأنه واحد يقرأ القرآن.

آلات تركى.. المعزفة البيانو، الصفارة، الصاجات الراقصات كذلك هم يقول نستخدم الطبل في الحرب.

كذلك الطنبور مثل العود ولكنه صغير.. إلخ.

الآن في المدارس والنوادي مدسوسة، أين أحاديث الرسول التي مرت فينا؟ من يذكرها، أصبحت فتنة.

أيها الكرام:

حافظوا على أولادكم الإنسان ليس بماله ولا سياراته إنما بإيمانه يبقى.

أسألك اللهم أن تحفظ أعراضنا، نعوذ بك من الغناء وشروره، وآلات المعازف، ونعوذ بك من أصوات الشياطين، اجعلنا من الذاكرين وفي الذاكرين.

اجعل القرآن ربيع صدورنا ونور قلوبنا، اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك بأننا نُحل ما أحله رسوله ونحرم ما حرمه رسولك على ذلك نحيا وعلى ذلك نموت.

 

 



[1] الحديث صحيح: عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ،وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله..))

[2] صحيح : رواه البخاري.

[3] صحيح : رواه مسلم.

[4] صحيح : رواه البخاري ومسلم ، أخرجه في كتاب الوضوء ، ومسلم في كتاب الحيض ، كلاهما : باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء.

[5] حديث صحيح : أخرجه البخاري 7/138 وأبو داود 4039.

[6] حديث صحيح : أخرجه الإمام أحمد ، ورواه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر والألباني في السلسلة الصحيحة 180 وصحيح الجامع برقم 1747.

[7] حديث حسن: رواه البزار والضياء عن ابن عمر ، وأخرجه الألباني في الصحيحة برقم 428.

[8] إسناده ضعيف: ولكن له شواهد صحيحة ، انظر ص40 وراجع صحيحة الألباني 1604 ، وراجع كذلك كتابه القيم ((تحريم الآت الطرب)).

[9] أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والطبري في تفسيره.

[10] أخرجه ابن أبي الدنيا ، والبيهقي في سننه الكبرى.

[11] حديث ذم المعازف والغناء في الميزان.

[12] رواه البخاري.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً