.

اليوم م الموافق ‏11/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

قيادة المرأة للسيارة

1398

الأسرة والمجتمع, الرقاق والأخلاق والآداب

الفتن, المرأة

ناصر بن محمد الأحمد

الخبر

النور

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- تظاهرة النساء الأولى المطالبة بالسماح لهن بقيادة السيارة. 2- تكرر الحدث بعد سبع سنين . 3- أسئلة يفرضها الحدث عن خلفياته – والجهات الداعمة له. 4- موقف المسلم في هذه القضية. 5- المفاسد المترتبة على قيادة المرأة للسيارة. 6- شبه يدعيها الأدعياء للتمكين لهذه المؤامرة.

الخطبة الأولى

أما بعد:

عباد الله: إنا نعوذ بالله من الفتن، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين.

يقول الله تعالى: واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب إن الفتن أيها الأحبة لو نزلت فإنها لا تخص صاحبها بل قد يُخشى عليه وعلى غيره منها، وهل هناك فتنة أشد وأخطر من فتنة النساء، وما أدراكم ما فتنة النساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)).

إن المرأة إذا فسدت وانحرفت فقل على ذلك البيت أو على ذلك المجتمع: السلام.

أظن أن الجميع قد سمع بالمظاهرة النسائية التي قامت بها بعض النساء في مدينة الرياض بالأمس يطالبن فيها بقيادة المرأة للسيارة، وقد خرجن قرابة 300 امرأة يقدن السيارات في بعض شوارع الرياض.

عجيب هذا الحدث الذي قد حصل مثله قبل سبع سنوات، وقد جاء المنع بعده من هيئة كبار العلماء، وأيضاً خرج بيان من وزارة الداخلية تمنع مثل هذا الأمر، وفي وقتها أُدب غالب النسوة، وقد فُصل بعضهن من وظائفهن، وبعد مرور سبع سنوات يعدن الكرّة مرة أخرى.

انه لينقدح في الذهن عدة أسئلة تحتاج إلى جواب تجاه هذا الحدث:

س1: هل يمكن أن يجرؤ نساء على القيام بمثل هذا العمل، ونحن نعلم أن من طبيعة المرأة أنها ضعيفة، وأنها تخاف أحياناً حتى من ظلها؟.

س2: أين أولياء أمور هؤلاء النسوة، أين أبوها وأين أخوها بل وأين زوجها، لأن عدداً من الذين خرجن في المظاهرة متزوجات، هل عندهم علم بالموضوع؟ وهل هم من الذين شاركوا في ترتيب هذه المظاهرة؟ وإن لم يكن عندهم علم فهل هم الآن راضون بما فعلن بناتهن وزوجاتهن؟ ثم ما هي حال هذه الأسرة من المحافظة والحشمة والطهر حتى تتجرأ المرأة وتخرج وتقوم بمثل هذا العمل والزوج أو الأب لايدري ؟.

س3: هل تعودنا نحن في هذا البلد أن يقام عندنا مظاهرات؟ إنها المظاهرة الثانية من نوعها ومن نفس الفئة ولنفس المطالب، وإلا فلا نعلم أن بلدنا بلد مظاهرات ولله الحمد، ما هي حالات وأوضاع البلاد التي ابتلوا بالمظاهرات، إن أوضاعهم لسيئة، يصل الحال في بعض الحالات إلى فقدان الأمن واختلال التوازن في الحكومات، ويحصل بسببها أضرار وخسائر، بل ربما ضحايا.

وأظن أنكم سمعتم قبل أيام بالمظاهرات التي حصلت في بنجلادش، بسبب انقطاع الإرسال عن البث المباشر، والناس كانت تتابع مباريات كأس العالم، ماذا حصل؟ تضجر الناس وخرجوا بمظاهرة، وقاموا بتكسير وتحطيم محطة التلفزيون. هكذا تعودوا، وهذا وضع غالب البلدان إلا قليلا، ونحن من هؤلاء القليل، فيجب أن نحمد الله على هذه النعمة، وأن يوقف هذا التجاوز ولا يسمح له بأي حال من الأحوال، وإلا لو انفرط العقد فتلك هي المصيبة، وإنه لبداية لاختلال الأمن نسأل الله جل وتعالى أن لا يكون.

س4: هل كل من له مطالبة ويريد تحقيق أمر ما يخرج بمظاهرة؟ مصيبة !!. تخيلوا بعض العمال في أية شركة كانت لهم مطالب ثم لم يتمكنوا من تحقيقه، فخرجوا بمظاهرة، أو هناك بعض المدرسين كانت لهم بعض الاقتراحات فلم يُسمع لهم فخرجوا بمظاهرة، وهناك بعض طلاب الجامعات كانت لهم آراء معينة فخرجوا بمظاهرة، وهكذا، فوضى، لصار البلد فوضى، ونحن نعلم أن أبواب المسئولين مفتوحة لكل شكوى أو رأي أو اقتراح، ثم هناك وسائل ووسائل كثيرة جداً لايصال الرأي أو الاقتراح، فهناك الكتابة للمسئولين، وهناك الحديث المباشر، وهناك الهاتف، وهناك البرقيات، وهناك وهناك، فلم يبق وسيلة من هؤلاء النسوة إلا الخروج بمظاهرة.

س5: هل القيام بمثل هذه الأعمال يعتبر وسيلة ضغط على الدولة لكي تغير قراراتها نعلم جميعاً بأنه قد صدر بيان من وزارة الداخلية عام 1411هـ بمنع جميع النساء من قيادة السيارات في المملكة، وإليكم البيان السابق (ثم يقرأ البيان).

فماذا يعني القيام بمثل هذه المظاهرات، والجميع رجالاً ونساءً يعلمون موقف الدولة من هذا الأمر؟.

س6: هل اللاتي خرجن في هذه المظاهرة وهنّ يطالبن بقيادة المرأة للسيرة ممن يشهد لهنّ بالصلاح والاستقامة؟ وهل هنّ معروفات في البلد بالدين وحضور المحاضرات والدروس؟ وهل هن ممن يشاركن في الدعوة الى الله وحب الخير والسعي والبذل من أجله؟ أم أن الشريحة التي خرجت يعرفن بغير ذلك، وربما كانت الواحدة منهن مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير؟

س7: هل هؤلاء النسوة ممن شاركن في هذه المظاهرة يمثلن المجتمع كله؟ وهل هذا هو رأي الجميع؟ بمعنى أنهنّ عملن استفتاء وكان رأي الغالبية هو هذا؟ أم أن هذا يمثل شريحة شاذة لا تمثل إلا نفسها، والمعروف عن مجتمع هذا البلد هو عكس هذا، وأنه على رأي علمائه وولاته ومسؤوليه، وأنه ما يزال هو المجتمع المحافظ من بين كل المجتمعات، وأنه يفتخر بهذا بعد حمد الله وشكره على هذه النعمة، بل ولا يرضى مجتمعنا أن يكون سقوطه وتدهوره على أيدى نسوة أقل ما يقال فيهن السفه والفسق وقلة الحياء.

س8: ما موقفنا وماذا يجب علينا تجاه ما حصل؟

الجواب: أنه يجب على كل من لديه غيرة أن يستنكر مثل هذا الحدث، وأن لايرضى به، خصوصاً وأن المقصود به هو نساؤنا وبناتنا، إن سكوتنا عن المنكرات يا عباد الله قضية خطيرة، وعاقبتها وخيمة، ولا يجوز لنا أن نسكت عن أي منكر لأن النتيجة هو اللعن من رب العالمين كما لعن بنو إسرائيل عندما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.

إن خروج المرأة وقيادتها للسيارة عندنا ليس في صالح أحد، إلا أصحاب الشهوات والأغراض الدنيئة، والمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان)) [رواه مسلم في الصحيح].

لكن كما قال الشاعر:

أين القلوب أمـا تحـسّ وتشعر
فتـن النسـاء أشـدهن وأخطـر
ووراءهـا سـيف الدسائس يُشهر
وقلوبهم بلظى المفـاتن تُصـهر
بنت المكارم في البيـوت وتكسر
إن المبـادئ كسـرها لا يجبـر
بالثوب الطويل زمانهـا تتسـتر
فتن البـلاء أمامهـا تستصـغر
ممـا جـرى ونخيلهـا يتـذمر
من سوء ما فعل النساء وسطروا
والقدر من فـوق الأثافـي يطفر
بالديـن يمنحهـا الثبـات ويعمر
ولقــد يحـطـم أمـة متهـور

 

أين العقـول أمـا لديكم حكمة
إن عدت الفتن العظـام فإنما
إني لأسأل كيف تبقـى أسرةٌ
إني لأسأل كيف تبقـى أسرة
يغشون دعوى السـافرات تهدماً
نخشى على الأخلاق كسراً بالغاً
مـاذا نقـول لكعبـة الله التي
نخشـى على أوطـاننا من فتنة
رمل الجزيرة كاد يطحن بعضه
وجبالها الشم الرواسـي تشتكى
فالنار تأكـل كل شـيء حولها
فبلادنـا بيـن البـلاد تميـزت
قـد تهـدم السـد المشيد فأرةٌ
                       

أيها المسلمون: عباد الله: إليكم بعض المفاسد المترتبة على قيادة المرأة للسيارة:

فمن المفاسد: نزع الحجاب، لأن قيادة المرأة للسيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال، ربما يقول قائل: إنه يمكن أن تقود المرأة للسيارة بدون نزع الحجاب، وذلك بأن تتلثم المرأة ولا يظهر إلا عينيها، وحتى العينين يمكن أن تلبس عليهما نظارتين سوداوين.

الجواب: هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة، واسأل من شاهدهن خارج هذه البلاد، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر، فإن هذا لن يدوم طويلاً، بل سيتحول الأمر في المدى القريب إلى ما كانت عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة.

ومن المفاسد: نزع الحياء من المرأة، والحياء من الايمان كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة، فإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها.

ومن المفاسد أيضاً: أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت، والبيت خير لها كما قال ذلك أعلم الخلق بصالح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة، ولذا تجدهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة.

ومن المفاسد: أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها، فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها إلى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملاً من المرأة.

ومن المفاسد: أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة: في الوقوف عند إشارات الطريق  في الوقوف عند محطات البنـزين، في الوقوف عند نقط التفتيش، في الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث، في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق، فتحتاج المرأة إلى إسعافها فماذا تكون حالها حينئذ؟ ربما تصادف رجلاً سافلاً يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها لاسيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة.

ومن المفاسد: كثرة الزحام في الشوارع، فنحن نعاني من الزحام، والمرأة لم تمكن بعد فكيف لو زاد عدد السيارات إلى الضعف أو أكثر من ذلك.

ومن المفاسد: كثرة النفقة، فإن كثيراً من الأسر تعاني اليوم من ارتفاع في مستوى المعيشة مع بقاء الراتب على ما هو عليه، وآلاف من الأسر يعانون من الديون والأقساط الشهرية، فكيف الحال لو زاد الأمر على ذلك بشراء سيارات لنساء وبنات البيت الواحد.

ومن المفاسد: كثرة الحوادث لأن المرأة بمقتضى طبيعتها أقل من الرجل حزماً وأقصر نظراً وأعجز قدرة في التصرف عند مداهمة الخطر.

ومن المفاسد: فتح أبواب أخرى من الفساد تصب في خانة إخراج المرأة من بيتها ومخالطة الرجال، إذ يستلزم ذلك الانتقال للمرحلة التالية وهي قولهم: فإذا قادت المرأة قالوا: ألا يكون هناك شرطيات أيضاً ونساء مرور ونحوها من الدوائر ذات العلاقة ليُفتح بذلك أبواباً مغلقة لم تكن تخطر لأحد على بال، وإذا صارت المرأة شرطية فلا بد أن تعرف بذلك وهذا سيدعو قطعاً إلى كشف وجهها، إذ كيف يعرف الناس أنها شرطية إلا بما يدل على ذلك من لباس وبطاقة ونحوها، ولنا في جيراننا عبرة لمن أراد أن يتذكر.

ومن المفاسد: أن يتوسع بعد ذلك في القطاع الخاص، فتنشأ ورش السيارات الخاصة بالنساء، ويتطلب ذلك تدريب كوادر وطنية للقيام بمهنة الميكانيكا والسمكرة والكهرباء، كما يتطلب ذلك فتح محلات لتأجير السيارات للنساء ومحلات لقطع الغيار، فيتسع الخرق على الراقع ويصعب التحكم فيه وضبطه، كما أن كل مجال يفتح يحتاج إلى عاملات، وبهذا يتحقق هدف أهل الشر في إخراج المرأة من بيتها وتدمير الأسرة المسلمة وإهمال البيت والأطفال وفتحهم على أبواب الضياع كما هو حاصل في الغرب.

ومن المفاسد: تهيئة الجو للفساد الأخلاقي الذي عم وطم وبدا يتطاير شرره، فتزداد معاكسة النساء بصورة لم يسبق لها مثيل، وتتيسر سبلها أكثر، وإذا كانت المعاكسات تحصل للمرأة مع وجود والدتها معها بل ومع زوجها أحياناً، فما بالك إذا انفردت لوحدها، هذا إذا كانت المرأة صالحة، أما المرأة الفاسدة فيتيسر لها ما كان صعب المنال بلا رقيب ولا حسيب، وما أكثرهن للأسف الشديد.

ومن المفاسد: تعريض المرأة للمخاطر العظيمة من المساومة على العرض ممن قل دينه إذا تعطلت في الأماكن النائية، والمرأة ضعيفة الشخصية.

ومن المفاسد: أنها سبب لسفر المرأة بدون محرم، وحينئذ تقع الطامة الكبرى، حيث المخاطر الكبيرة، وإذا كن اليوم يسافرن في الطائرات والقاطرات والحافلات بدون محرم، فماذا يمنعها من السفر بالسيارة؟!، والسفر مُحرّم بدون محرم ولو لليلة ولو لعمل ووظيفة، فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ يَحِلُّ لِإمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ مَسيِرَةَ لَيْلَةٍ إلا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا)) [رواه مسلم].

ومن المفاسد: أن من رأى جرأة النساء في الركوب مع سيارات الليموزين الآن لوحدهن مع علمهن بحوادث الاغتصاب، علم أنهن لو قدن السيارات لفعلن الأفاعيل  ثم الفتنة ليست خوفاً على المرأة فقط بل يخشى على الرجال من الوقوع في المحرم بكثرة النساء في الشوارع والطرقات.

وأخيراً تخيل معي يا أخي الحبيب هذا المنظر: تأتي الأم  إلى مدرسة ثانوية لتأخذ ولدها الذي لم يصل إلى سن القيادة من المدرسة حيث الرجال يحيطون بها من كل جانب، أو تمر على زوجها في العمل لتأخذه معها إلى البيت.

فهل بعد ذكر هذه المفاسد وهي على سبيل المثال لا الحصر يشك مسلم في حرمة قيادة المرأة للسيارة.

وختاماً ينبغي أن تعلم يا عبد الله بأن هذا الحكم وهو الحرمة هو الذي يفتي به علماء هذه البلاد، وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي عام المملكة.

بارك الله لي ولكم. .

 

 

 


 

الخطبة الثانية

أما بعد:

هناك بعض الشبه يطرحها أولئك الذين يسعون لتمكين المرأة أن تقود السيارة في هذه البلاد، وقد سبقت لهم بعض الكتابات في الآونة الأخيرة في هذا الموضوع.

فمن شبههم أن الأصل في قيادة المرأة للسيارة الإباحة، وقد كان نساء الصحابة يركبن الدواب بلا نكير فأي فرق بين الحالين؟

الجواب: أن كل وسيلة تفضي إلى محرم فإنه يحرّم سداً للذريعة، وأيضاً ما كانت مفاسده غالبة على مصالحه فإنه أيضاً يحرّم من هذا الباب، ومن تأمل في المفاسد التي ذكرناها في الخطبة الأولى يدرك سبب تحريم العلماء قيادة المرأة للسيارة.

وأيضاً من الشبه التي تتطرح: أن قيادة المرأة للسيارة خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم.

الجواب: أن كلا الأمرين خطأ، والخطأ لا يعالج بالخطأ.

لاشك عندنا جميعاً أن المخدرات ضررها وخطورتها أشد بكثير من الخمر، بل إنها فتكها بالمجتمعات أشد من الخمور، فإذا قال قائل: بما أن المخدرات قد انتشرت في أوساط الشباب فالحل هو أن نسمح بالخمور وأن يرخص لها. الجواب أن كلا الأمرين خطأ، والخطأ لا يعالج بالخطأ. ومثل هذا يقال أن قيادتها لوحدها خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم.

ثم يقال أيضاً بأن قيادة المرأة للسيارة ضررها عام عليها وعلى سائر من تقابله من الرجال للفتنة بها، أما السائق فضرره على أهل البيت الواحد، والضرر العام مقدم على الضرر الخاص.

ثم لو سلمنا بأن قيادة المرأة لوحدها خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم، فمن الذي يضمن لنا أنه في اليوم الثاني من صدور الأمر بالسماح للمرأة بالقيادة سيصدر الأمر بمنع اقتناء أية أسرة لسائق أجنبي، ولنا في جيراننا عبرة، فالأب يملك سيارة، والأم تملك سيارة، والابن يملك سيارة، والبنت تملك سيارة، وفي البيت أيضاً سائق أجنبي ويركبن معه وبدون محرم.

أيها المسلمون: إن الأصل في المرأة القرار في البيت وعدم الخروج، قال الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً إذا كان هذا أيها الأحبة في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهنّ من هنّ في الطهر والعفاف، فغيرهنّ أولى.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً