.

اليوم م الموافق ‏15/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

المشاكل الزوجية (2)

524

الأسرة والمجتمع

قضايا الأسرة

عبد العزيز الغراوي

الدار البيضاء

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أسباب المشاكل الزوجية كثيرة فما العلاج ؟ 2- التوجه إلى الله تعالى لأن الدعاء مفتاح كل خير – نماذج من إرشاد القرآن لذلك 3- الاتصال بالعلماء إذا استفحلت المشكلة 4- الاتصال بأهل التجارب من عقلاء كبار السن .. 5- الابتعاد عن الخوض في أسباب الخلاف 6- مراقبة الله والنصح والإنصاف من كل الأطراف 7- واجب أبوي الزوجين

الخطبة الأولى

أيها الاخوة والأخوات في الاسلام: عرفنا في الخطب السابقة أسباب المشاكل الزوجية سواء التي تكون قبل الزواج أو بعده، وبقي أن نتعرّف على العلاج, وما الذي يجب عمله في حالة وقوع المشاكل بين الزوجين.

أيها الأحبة في الله: إن أول ما ينبغي على الإنسان إذا وقعت مشكلة من هذه المشاكل أول ما يجب أن يتوجه إلى الله تعالى، أن يلجأ إليه سبحانه أن يدعو كل من الزوج والزوجة الله تعالى أن يشرح صدورهما للخير، وهناك لطيفة عجيبة في سورة البقرة بعدما ذكر الباري جل وعلا مشاكل الزواج وذكر الطلاق قال تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين كأنه سبحانه ينبه على أن هذه المشاكل تقع وتنشأ عن ضعف الصلة بالله تعالى.

ومما يدل على أن الدعاء والتعلق بالله عز وجل مفتاح الفرج في المشاكل الزوجية قول الحق تبارك وتعالى: وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين، فبين تعالى أنه أصلح له زوجه ثم قال: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً فدل على أن الدعاء مفتاح في صلاح الزوج والزوجة، فإذا تنكرت الزوجة على زوجها فليقرع الزوج باب الله تعالى وليدع الله تعالى أن يصلح له زوجته, وكذلك المرأة إذا تنكر عليها زوجها فلتلجأ إلى إلله ولتشتكي إليه وتدعو الله تعالى لتقل: اللهم أصلح لي زوجي, وتجد من تلك الدعوة منحة من الله لايخيب صاحبها, فمن التجأ إلى الله وتعلق به فلن يخيب في تعلقه بالله أبداً.

الأمر الثاني: إذا نزلت المشكلة عليك أن تتصل بالعلماء, استشر في أمرك حتى تعرف, فقد تكون المسألة متعلقة بالدين والشرع تحتاج لأن تتصرف تصرفاً شرعياً واجباً عليك، فاتصل بأحد العلماء وكن صادقاً فيما تقول أميناً فيما تنقل وأنصف المرأة من نفسك وقل وقع كذا وكذا ياشيخ ماالعمل؟ بَيِّن لي الأمر, وإذا لم تجد العالم أو كنت في مكان لايوجد فيه عالم اتصل بإنسان من كبار السن من أهل العقول الصائبة والآراء المستقيمة ممن توسمت فيه الخير والصلاح واعرض عليه المشكلة وبين له ما تعانيه وأستشيره في أمرك.

        شاور أخاك إذا نابتك نائبة            يوماً وإن كنت من أهل المشورات

        فالعين تبصر مادنى ونأى           ولا ترى مابها إلا بمرآةً

العيب الذي في العيون لانستطيع رويته إلا بمرآة, قد تكون تظن أنك الحق, فإذا أنت المخطئ وقد تكون تظن أنك المخطئ, فإذا أنت المحق فمن يدلك على هذا العيب غير أهل العقول المستقيمة الذين نوّر الله بصائرهم وأبصارهم، فارجع أخي المسلم إلى عالم أو إلى رجل من أهل التقى والعقول والبصائر النيرة.

الأمر الثالث: ابتعد عن أسباب هذه المشاكل فإذا دخلت البيت ووجدت شجاراً أو خطأً ما أُخرج من البيت لأن الشيطان يستزلك, وقد يجرك إلى كلمة تؤدي بالبيت إلى كارثة يقول الله تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً فاخرج من البيت أو غيِّر من حالك, اذهب وتوضأ, وصلّ , المهم ألا تبقى أمام ذلك الموقف، اللهم إذا كان الموقف يحتاج إلى فصل فيه أو حل في حينه فعندئذ لاحرج ولاعتب عليك.

الأمر الرابع: ما واجبنا نحن إذا كنا أمام انسان وقعت له مشكلة أو نراه يعاني منها يجب أن تتوفر فينا صفات أهل الإيمان وأن نصبر من وقع في المشكلة زوجاً كان أو زوجة, فكثير منا لايحسن المعاملة مع أصدقائه في مثل هذه المواقف, فيجب أن نراقب الله تعالى في هذه الأمور حتى لا تثار الضغائن بين المسلمين, فلن يكون الواحد منا مسلماً مؤمناً حقاً إذا جاء أخوه يشتكي امرأته ولم تنزل هذه المرأة منزلة أخته، أنزل أخي المسلم هذه المرأة منزلة أختك وأنظر الضرر الذي سيلحقها وسيجري عليها إذا لم تقم بواجبك في الإصلاح أحسن قيام، إذا نزلتما هذه المنزلة حينئذ تعرف الصواب وتعرف ماذا تقول, لأنها أختك في الدين كيف تحرض الزوج على زوجته؟ فلذلك كثير من الرجال والعلماء حُرموا التوفيق فلا يحسنون التصرف حينما يرون الزوج أو الزوجة في حالة انفعال أو غضب, فالنار لا تُطفأ بالنار, والمفاسد لا تُطفأ بالمفاسد, ولكن النار تطفأ بالماء, والطيش يعالج بالحكمة, والاستعجال يعالج بالأناة والتروي وعدم التسرع، لذلك أحبتي في الله لنتق الله في الأزواج، كلمة طيبة تقولها للزوج تصبره تحفظ بسببها بعد الله عز وجل تلك الأسرة من الضياع يثقل الله بها ميزان حسناتك يوم القيامة.

الأمر الخامس: واجب الأب والأم أن يقوم كل واحد منهما بواجبه تجاه أبنائه وأن لا يتسرع الأب حين يأتيه ابنه يشتكي, بل عليه أن يصبره وكذلك الأم عليها أن تراعي مصلحة ابنتها ولتفكر في عودة ابنتها إلى بيت أبيها ومعها ولدان أو أكثر, فلتُنزل زوج ابنتها مكان ابنها ولتعلم أن مصلحة ابنتها في استقرارها في بيت زوجها مع أبناءها، لو أن الأم إذا جاءتها ابنتها صبّرتها وسَلّتها لصلُحت أحوال الكثير, ولكن الذي حدث هو العكس, فإن كلا منهم يحرض ابنه ويحرض ابنته ومن ثم نبكي على الأضرار.

أحبتي في الله: إن علاج هذه المشاكل بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وأن يعي كل واحد منا واجبه تجاه إخوانه وتجاه أبناءه وبناته.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً