.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

ذكر الله تعالى

623

الرقاق والأخلاق والآداب

الدعاء والذكر

هشام بن عبد القادر عقدة

دمنهور

خالد بن الوليد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1 – فائدة ذكر الله ودوره في طمأنينة النفس 2 – الإعراض عن ذكر الله 3 – ثناء الله ورسوله على عبادة الذكر 4 – صور في تقصيرنا في عبادة ربنا 5 – حسن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

الخطبة الأولى

إخوة الإسلام :

روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال له : ((يا معاذ والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).

وصية عظيمة أوصي بها رسوله معاذ بن جبل وسببها والدافع إليها حبه له، فأراد أن يكرمه بشيء جامع لخير الدنيا والآخرة فقال له : ((يا معاذ والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).

ثلاثة أمور عظام لا يستقيم بها حال العبد إلا بها، ملازمة الذكر، والمداومة على الشكر، وحسن التعبد.

فضل ذكر الله تعالى وأثره على النفس البشرية، وأثر الغفلة والبعد عن ذكر الله يكون واضحا بظهور الملل على الشخص والضيق، والحالات النفسية والعصبية.

فإن العبد إذا لازم الذكر اطمأن قلبه، وإذا داوم على الشكر رضيت نفسه، وإذا أحسن العبادة سعدت روحه ووجد لذلك لذة وانشراحا.

إخوة الإسلام:

أحيانا يهيأ للإنسان أن سيكون في غاية السعادة لو حصل له كذا وكذا أو لو تمكن من فعل كذا أو امتلاك كذا، وقد تكون بعض هذه الأشياء التي تمناها ليجد السعادة أشياء لا بأس بها، وقد يكون منها أمور مستحبة وربما أمور واجبة فقد يرجو أن يكون عالما باشرع الله وداعيا إلى الله وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ثم إذا بجميع ما كان يرجوه قد تحقق له، ولكن المفاجأة أنه لم يجد القدر الذي كان يتوقعه من السعادة ويشعر أن في النفس لا يزال بها حاجة لأمر آخر، ربما كان غير مدرك ما الذي ينقصه ولماذا لم يجد السعادة التي توقعها رغم حصول كثير مما كان يرجوه له .

وإنما السبب في عدم اكتمال السعادة في تلك الأحوال أن في النفس جوعة لأمور لا يسد غيرها مسدها، وفيها فراغ سببه الغفلة عن الذكر، إهمال الشكر، والتقصير في العبادة، هذه الأمور التي استقام حال الإنسان فيها لوجد في النفس الشعور بالقرب من الله، هذا الشعور بالقرب من الله هو سر سعادة النفس واطمئنانها وانشراحها، وحين تفتقد النفس هذا الشعور بالقرب من الله عز وجل، فإنها تصاب بالضيق والملل والكآبة وعدم الاستقرار، إلى غير ذلك من هذه الأعراض التي تزول بالأمور التي أوصى بها رسول الله معاذا أن يدعو الله بها.

((اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) فمن منا يذكر الله في كل أحيانه كما كان يفعل، من منا حريص على اغتنام كل وقت في الذكر مضطجعا أو جاثيا أو ماشيا، ومن منا يلهج من كل وقت من تلك الأوقات بذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، يغرس له بكل كلمة شجرة في الجنة، كما قال المصطفى : ((لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان أي مستوية خالية من الشجر، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)).

من منا يحمل قلبا شاكرا يستشعر عظيم نعم الله عليه في كل حال ويشكر هذه النعم، وقد سبق أن تحدثنا حديثا خاصا الاعتراف بنعم الله وشكرها.

من منا يحسن عبادة ربه بالإكثار منها وبالخشوع والتدبر فيها، ويحرص على تقوية صلته بربه ومناجاته كما وصف الله عباده المحسنين بقوله: إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون . بل ما هو أدنى من ذلك لم نحافظ عليه.

فمنا من يقصر في صلاة الجماعة نفسها حث اعتاد التباطؤ والتثاقل والتأخر فلا يأتيها إلا وقد فاتته، وليس بينه وبين متعمد تفويتها كبير فرق، ومنا من أدمن ترك صلاة الفجر في الجماعة ولا يكاد يشعر أن في حياته خطأ ما، ومنا من ترك الوتر أو لا يوتر إلا بعد دخول وقت الفجر، ومنا عوفي من كل ذلك ولكنه لا يصلي شيئا من الليل ولا يعرف الاستغفار بالسحر والدعاء فيه، مع أننا نكثر من الكلام والثرثرة فيها، فنقول إن زاد الداعية قيام الليل، وأن الله أعد رسوله لحمل الرسالة بقيام الليل فقال له: يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً %  . .  إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً

 ولكن كم واحد منا يعمل بما يقوله ويطبق هذا الكلام، كثير منا لا يعرف قيام الليل ولا المحافظة على الأذكار ولا المحافظة على ورد من القرآن إلا في بداية شبابه والتزامه، ثم بعد ذلك يهجر ذلك كله، بل ربما تراكمت الأتربة على مصحفه، ومرت الأيام والليالي ولم يقرأ حرفا من كتاب الله خارج الصلاة.

ما هكذا كانت عبادة السلف الذين اعتادوا ختم كتاب الله في ثلاثة أيام وفي أسبوع، أو في شهر، ويختمون في رمضان في أقل من ذلك.

 وأحيانا نجاهد أنفسنا فنقوم شيئا من الليل ونحافظ على الوتر وورد القرآن ونحو ذلك بطريقة آلية، وكأنها واجبات تؤدى لنتخلص من عهدتها دون إحسان واسترسال وخشوع، فأين ذلك من حسب عبادته.

إن المؤمنة عائشة رضي الله عنها وهي تحدثنا عن صلاته من الليل فتقول : ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهم وطولهن ثم يصلي ثلاثا، وتأمل قولها فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، هذا هو حسن العبادة، هذا هو حسن العبادة .

وهذا حذيفة يقول : صليت مع النبي ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت : يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت، يركع بها، ثم أفتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران، هكذا الحديث : صلى قرأ النساء ثم آل عمران، فقرأها، ليس هذا فحسب بل يقول حذيفة : يقرأ مترسلا صلوات الله وسلامه عليه، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وماذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ليس هذا فحسب، ولكن انظر إلى الركوع والسجود، يقول حذيفة : ثم ركع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال : سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه، صلوات الله وسلامه عليه .

وهكذا كان تعبده وكذلك كان حسنه .

فأين نحن من ذلك، اللهم اغفر وتجاوز عنا وارحم ضعفنا واجبر كسرنا وأعنا على أنفسنا بكثرة السجود، واصرفنا عن الإقبال على اللغو، والانشغال السفاسف وتضخيمها، وتضييع الأوقات، وجنبنا ظهور المشكلات والخلافات التافهة التي تظهر حتى بين الأحبة، وتصبح مزمنة لقلة التقوى وقلة الاقبال على الله، لأنه لو وجد التقوى والإقبال على الله لكان العبد حريصا على طلب المغفرة ولا سيما وهو يعلم أن من أسباب حجب الله لها عن عباده ما يقعون فيه من الشحناء والتباغض، قال مسلم : ((تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا))،

ومن آثار ضعف الصلة بالله وقلة الاقبال عليه أن يتعلق القلب بغير الله ويشتغل بسواه من الصور والوجوه، والأموال والمتاع، وغير ذلك من السلع.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً