عباد الله: ما تقولون في مطر يرسله الله على العباد والبلاد فيسقي أرضهم وينبت الله به زرعهم ويدر به ضرعهم ويلطف به هواءهم ويكثر ماؤهم وتنشرح باخضرار الأرض صدورهم وتقضى لهم حوائجهم فهم في رغد وسعد ونعمة ما بها نقمة ثم يدوم ذلك بهم أربعون صباحا إنها النعمة الكبرى تستحق من العباد إجمال الشكر لله إن حداً واحدا يعمل به في الأرض خير من ذلك كله روى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا)) إن كل ما يمكن تصوره من رخاء وسعة عيش ورغد كل ذلك لا يعدل في نظر المؤمن الحق تطبيق حد من حدود الله تطبيق حدود الله في أرض الله والحكم بشرع الله في عباد الله الخلق خلقه والأرض أرضه والملك ملكه والحكم حكمه والشرع شرعه فعباد الله في أرض الله يجب أن يحكموا بشرع الله مهما شغب المشاغبون أو لبس الملبسون إن الله هو الذي خلقنا وهو الذي يعلم ما يصلحنا ويصلح لنا: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، قل أءنتم أعلم أم الله ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون لقد كذب دعاة حقوق الإنسان بل وتناقضوا كذبوا حين زعموا أن أحكام الله في القتل والزنا والسرقة وحشية إنها العدل والرحمة والقسطاس أنزله الله بين العباد إنها الخير والبركة تعم البلاد والعباد إن كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجل عن الخلف إنه حق وصدق فحد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا وما هذا بمبالغة إنما هو الحق والوحي: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا الحق)) وأشار إلى لسانه إن الأمن والطمأنينة والسعادة في الدنيا قبل الآخرة لن تكون إلا بتطبيق شرع الله في عباد الله وإلا فهو الشقاء والنكد والفوضى والسلب والنهب والهرج والمرج ولنعتبر ذلك حتى بالدول التي تسمى اليوم متقدمة فكم معدلات الجريمة فيها من قتل وسلب ونهب وسرقة وزنا وغيرها إن الوحشية حقا هي في ترك الحبل على الغارب للمجرمين يعيثون في الأرض فسادا أو في إيقاع عقوبة مخالفة لما شرعه الله من الحدود أو القصاص إن الحياة حقا في إقامة القصاص على القتلة: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون وللقصاص شروط وضوابط يستوفيها الحاكم الشرعي على نور من الله يرجو ثواب الله فلا انحياز ولا ظلم فمتى استوفيت الشروط والضوابط وانتفت الموانع التي بينها الشرع كان الحكم بما شرع الله: كتب عليكم القصاص في القتلى ومثله الزنا والسرقة وشرب الخمر وحد الحرابة للمفسدين في الأرض بالقتل أو السلب وقطع الطريق ونحوها إن الأمن قرين الإيمان في دعائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند رؤية الهلال فهو يدعو بهما رأس كل شهر يقول: ((اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان)) وإن الأمن لن يتحقق إلا بتطبيق شرع الله مع الإيمان والرضا بحكمه في كل شؤوننا: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك بل آمنوا بالله إيمانا مطلقا فرضوا بكل ما جاء منه قبلوا حكمه ورضوا شرعه في كل شؤون حياتهم كما أمرهم بذلك ربهم بقوله: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة وقوله: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين فماذا ينقم دعاة حقوق الإنسان على شرع الله وماذا يعيبون عليه أيعيبون عليه قتل نفس بنفس أم يعيبون عليه قطع يد سارقة كما قال سلفهم الزائغ معترضا:
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار فرد عليه أحد علماء الإسلام في قوله: عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري نعم إن الذي جعل دية اليد نصف دية الإنسان كاملا حين كانت أمينة وفية هو الذي أرخصها حين خانت فسرقت فجعلها تقطع في ربع دينار فصاعدا ألا فليعلم دعاة حقوق الإنسان أن مائة إنسان يقتلون في عام كامل فيستتب الأمن بقتلهم ويحصل خير كثير للبلاد والعباد خير بما لا يقاس من الفوضى الناجمة عن تنحية شرع الله في كثير من البلاد فأين هم من التباكي على حقوق الإنسان المهدرة في أنحاء شتى من بلاد الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
|