الحمد لله ولي المؤمنين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد سيد النبيين والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فيا عباد الله إن الله عز وجل لم يقم لأي آصرة من الأواصر التي تربط بين الناس في الدنيا أي وزن في كتابه إذا تعارضت مع آصرة الإيمان يقول الله عز وجل: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وقال جل شانه: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره . فليعلم كل مؤمن أنه بقدر زيادة إيمانه وبقدر كثرة تقواه يزداد من ولاية الله له ومن ولاية الملائكة ودعائهم له ومن ولاية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويجب على المؤمنين موالاته بقدر ما عنده من الإيمان والتقوى ثم اعلموا يا عباد الله أن كل آصرة من الأواصر التي تجمع بين الناس في الدنيا مصيرها الانقطاع وتنقلب إلى عداوة يوم القيامة إلا الآصرة الإيمانية: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين المتقون فقط هم الذين تستمر آصرتهم وتبقى الصلة بينهم حتى يدخلوا الجنة فيتذكروا أيام كانوا في الدنيا كيف كانوا وكيف كانوا يعملون وتستمر ولايتهم ويستمر تناصرهم وتستمر أخوتهم ومحبتهم فليتقي الله كل امرئ لا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فلنحرص يا عباد الله على أن تكون الأخوة السائدة بيننا هي أخوة الإيمان نقوم بها بحقوقها المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله.
أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من عباده المؤمنين وأن يزيدنا من الإيمان والتقوى حتى نأخذ من ولايته أوفر نصيب. |