.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

آصرة الإيمان

998

الإيمان

الولاء والبراء

عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

مكة المكرمة

جامع الفرقان

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

الآصرة التي تربط بين جميع الخلق هي الإيمان – مقياس تفاضل الناس عند الله – أسباب تحصيل ولاية الله عز وجل – الرابطة بين المؤمنين والملائكة وأثرها – ولاية المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم – إلغاء جميع الأواصر الدنيوية عند تعارضها مع آصرة الإيمان مآل أواصر الدنيا إلى الانقطاع

الخطبة الأولى

عباد الله: إن الله خلقنا من ذكر وأنثى وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا ليفخر بعضنا على بعض بالأنساب أو بالأحساب وبين لنا جل شأنه أن الآصرة الوحيدة التي تربط بيننا وبينه وبين ملائكته وبيننا وبين أنبيائه وبين سائر المؤمنين هي آصرة الإيمان وهي معقد الولاية بيننا وبينه سبحانه وملائكته وأنبيائه والمؤمنين: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم فأتقانا هو أكرمنا عنده من أي أجناس بني آدم كان وأفجرنا وأشقانا هو أذلنا عنده وإن كان أعظمنا حسباً ونسباً: ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالاً ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا ، تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد وقد بين سبحانه في كتابه أنه ولي المؤمنين: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور بإيمانهم تولاهم ووليك هو من انعقد بينك وبينه سبب يجعلك تواليه ويواليك وتناصره ويناصرك: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد فهو سبحانه وتعالى ولي المؤمنين والمؤمنون أولياؤه: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون يناصرونه سبحانه بتطبيق شرعه في كل شؤونهم: إن تنصروا الله ينصركم يأتون آمره ويحذرون زاجره ويصدقون خبره فهو وليهم سبحانه وهم أولياؤه والملائكة أولياء المؤمنين والسبب الجامع بينهم هو آصرة الإيمان: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون وهذه الرابطة بين الملائكة وبين المؤمنين هي التي عطفت قلوب الملائكة عليهم فدعوا لهم هذا الدعاء القرآني العظيم: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم والله جل شأنه وملائكته وصالح المؤمنين أولياء للنبي صلى الله عليه وسلم: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير والنبي صلى الله عليه وسلم ولي المؤمنين: إنما وليكم الله ورسوله بل هو صلى الله عليه وسلم أولى بهم من أنفسهم: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم والمؤمنون بعضهم ولي بعض: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض وقال جل شأنه: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم المفلحون أفبعد هذا الحشد الهائل من الأولياء لك أيها المؤمن بسبب إيمانك ترضى أن تخسر ذلك كله بشهوة أو شبهة تخرجك من عداد الأولياء: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير إن عبدا يعيش في هذا الملكوت الهائل وهو يشعر بولاية الله له وولاية الملائكة والنبي والمؤمنين له ثم يولي معرضا لهو الخاسر حقا ألا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقون نفعني الله وإياكم بهدي كتابه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


 

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي المؤمنين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد سيد النبيين والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فيا عباد الله إن الله عز وجل لم يقم لأي آصرة من الأواصر التي تربط بين الناس في الدنيا أي وزن في كتابه إذا تعارضت مع آصرة الإيمان يقول الله عز وجل: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أزواجهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وقال جل شانه: قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره . فليعلم كل مؤمن أنه بقدر زيادة إيمانه وبقدر كثرة تقواه يزداد من ولاية الله له ومن ولاية الملائكة ودعائهم له ومن ولاية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويجب على المؤمنين موالاته بقدر ما عنده من الإيمان والتقوى ثم اعلموا يا عباد الله أن كل آصرة من الأواصر التي تجمع بين الناس في الدنيا مصيرها الانقطاع وتنقلب إلى عداوة يوم القيامة إلا الآصرة الإيمانية: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين المتقون فقط هم الذين تستمر آصرتهم وتبقى الصلة بينهم حتى يدخلوا الجنة فيتذكروا أيام كانوا في الدنيا كيف كانوا وكيف كانوا يعملون وتستمر ولايتهم ويستمر تناصرهم وتستمر أخوتهم ومحبتهم فليتقي الله كل امرئ لا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فلنحرص يا عباد الله على أن تكون الأخوة السائدة بيننا هي أخوة الإيمان نقوم بها بحقوقها المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله.

أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من عباده المؤمنين وأن يزيدنا من الإيمان والتقوى حتى نأخذ من ولايته أوفر نصيب.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً