.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

في بيان زكاة النخيل

484

فقه

الزكاة والصدقة

محمد بن صالح العثيمين

عنيزة

الجامع الكبير

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

- وجوب تقوى الله وشكره على ما أَمدّ به من خيرات وثمرات – وجوب زكاة النخيل وما يجوز إخراجه من الثمر والتحذير من إخراج الرديء منه – الآداب التي يجب مراعاتها في الزكاة

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه أن أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون فهذه ثمرات النخيل تتفكهون بها رطبا وبسرا وتدخرونها قوتا وتمرا فهو الذي خلقها وأوجدها وهو الذي نماها وأصلحها وهو الذي أبقاها لكم وحفظها وأبقاكم حتى أدركتم جناها وثمرها فاشكروا ربكم على هذه النعمة وأدوا ما أوجب الله فيها من الزكاة تدفعوا عن أنفسكم وأموالكم النقمة وحاسبوا أنفسكم في ذلك محاسبة تامة فإن أهل الزكاة شركاء لكم فيها لهم العشر إن كانت تشرب سيحا ونصف العشر إن كانت تشرب بالمكائن هكذا فرضها رسول الله فإياكم وبخسها وإخراج ما ينقص عن ذلك.

أيها الناس: لقد أنعم الله علينا في هذه الأوقات الأخيرة بنعم كثيرة منها كثرة أنواع المأكولات واختلاف عادات الناس بسبب ذلك حتى صار أكثر الناس لا يأكلون من التمر إلا أطيب الأنواع فارتفع بذلك سعره ونقص سعر الأنواع الأخرى بسبب قلة رغبة الناس فيها فلقد كان "الشقر" في الزمن السابق هو الغذاء الرئيسي من التمر وكان الناس لا يهتمون بالأنواع الأخرى فكان الفرق بينه وبينها يسيرا أما الآن فكانت الحال بالعكس وأصبح الفرق كبيرا بينه وبين الأصناف التي بدأت تنتشر وترغب انظر إلى قيمه متوسطة الشقر تحد الكيلو منه يساوي ربع ريال وانظر إلى متوسط البرحى مثلا نجد الكيلو منه يساوي ريالين فالكيلو من البرحى يساوي ثمان كيلو من الشقر وهذا فرق كبير فإذا وجدنا بستانا أكثره من البرحى والسكري ونحوهما من الأنواع الطيبة فكيف يسوغ لنا أن نخرج زكاته كلها من الشقر مع هذا الفرق العظيم كيف يمكن أن نقول إن هذا الرجل أخرج نصف عشر بستانه.

أيها المسلم المؤمن بالله: لقد أوجب الله عليك على لسان نبيه نصف العشر بما يسقى بمؤونة والعشر كاملا فيما يسقى بلا مؤونة فهل ترضى لو كان لك نصف العشر أن تأخذ من الأنواع التي دونه بكثير لا أعتقد أنك ترضى بذلك فإذا كنت لا ترضى بأخذه لنفسك فكيف ترضى ذلك لربك ولقد نبه الله تعالى على هذا المعنى بقوله: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه يعني لا تنفقوا من الرديء الذي لو كان لكم من هذا المال لم تأخذوه إلا على أغماص وكراهية فتنبهوا أيها المسلمون لما نبهكم الله إليه وابرؤا أنفسكم من الواجب ما دمتم في زمن الأمهال.

أيها المسلمون: إنني إذا قلت أنه لا يجزى إخراج الشقر عن بستان أكثره من الأنواع الطيبة الأخرى التي تفرق عنه فرقا كبيرا فلست أقول ذلك لمجرد رأي رأيته ولكن أقوله استنادا إلى ما يأتي:

أولا: قوله تعالى: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه والخبيث هو الرديء والرداءة أمر نسبي فقد يكون التمر رديئا إذا نسب لما هو أجود منه وجيدا بالنسبة لما هو أردأ منه بدليل أنه لو كان البستان كله رديئا أخرجت منه ولم تلزم بشيء أطيب منه.

ثانيا: أن النبي أوجب العشر أو نصف العشر ومع هذا الفرق العظيم فإن الشقر عن البرحى والسكري لا يقارب هذا المقدار.

ثالثا: إن الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم بل أكثر العلماء يقولون أنه يجب عليه أن يخرج الزكاة من كل نوع بحصته كما ذكره في المغني وقد نص فقهائنا في كتبهم المختصرة والمطولة على أنه يجب إخراج زكاة كل نوع منه ولكن ربما تقولون ألم يكن الناس من عهد قديم يخرجون الشقر عن البستان كله مع أن فيه أنواعا أخرى فأقول نعم كان ذلك ولكن كان الشقر يخرج من جميع البستان حينما كان هو الغذاء الرئيسي من التمر وحينما كانت الأنواع الأخرى قليلة ولم يكن الفرق بينها وبين الشقر إلى هذا الحد الكبير فكان الشقر في ذلك الوقت هو النوع المتوسط، وقد قال بعض العلماء إنه يجوز الإخراج من النوع المتوسط بقدر القيمة، أما اليوم فقد اختلفت الحال كثيرا كما ترون.

فاتقوا الله تعالى أيها الناس وحاسبوا أنفسكم وراعوا العدل ولا تظنوا الزكاة غرامة وخسارة فإنها والله هي الغنيمة والربح فهي أحد أركان الإسلام وهي قرينة الصلاة في كتاب الله فالقيام بها قيام بركن عظيم من أركان الإسلام وتطهير للمزكي من الإثم والعصيان وتزكية لنفسه وأعماله وبركة ونمو وزكاة في ماله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فهي واعلموا أن الله غني حميد الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدمك مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً