.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الدين أساس التربية والتعليم

1048

الأسرة والمجتمع

قضايا الأسرة

مصطفى بن حلوش

الجزائر

19/6/1354

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- تفشّي الجهل في نساء المسلمين 2- الغربة التي يصنعها الغرب لدى أبناءنا تجاه أمّتهم حين دراستهم لعلومه 3- الانفصام الموجود بين الآباء والأبناء وذلك بسبب انعدام التعليم الديني العربي , وتوجّه الأبناء إلى التعليم المدني الإفرنجي 4- الدعوة إلى إقامة التعليم الديني للرجال والنساء

الخطبة الأولى

إن الذي يدخّن وينهى ولده عن التدخين ما أنصفه، وإن الذي يقامر ويضرب ولده على القمار أشهد أنه ظلمه، وإن الذي يكذب ويقول لولده لا تكذب فليعلم أنه غشه وما نصحه، وإن الذي لا يرغب في مطالعة الكتب واكتساب المعرفة لا يرغب أبناؤه في ذلك.

إلا لبواعث من غير جهته، وإن الذي يقضي أوقاته كلها في اللهو والمجون لا يأمن على أولاده أن يكونوا أمعن منه في اللهو والمجون.

إذا كان رب الدار بالطبل ضاربا            فلا تلم الصبيان فيها على الرقص

[ثم اعلموا أيها المسلمون] قد يكون الرجل عفّا اليد، طاهر القلب، كريم الخلق، محبا في الخير، وغاباً عن الشر، ثم تشغله الشواغل فيترك أولاده لأنفسهم تعمل فيهم الظروف عملها، ولو كانت المرأة في مثل صلاح هذا الرجل، لما بقي الأولاد لأنفسهم بل لوجدوا من أمهم التي تجمع بين متانة الخلق، وصحة العقل، وحسن التربية، وبين الحنان والعطف خير كفيل يكفل، ومشير يشير.

ومن المؤسف المحزن [أيها المسلمون] أن تكون الأم وهي المدرسة الأولى جاهلة لا تعلم، وناقصة لا تكمل، وآسف من ذلك وأحزن أن يضاف إلى جهلها ونقصانها جهل الرجل ونقصانه، فتبقى مدرسة الأسرة عاطلة، لا من ناحية الرجل، ولا من ناحية المرأة.

وهذا هو السبب في الفرق الكبير الذي نراه بين الأبناء وآبائهم والأمهات وبناتهن، في الخلق والعمل وفهم الحياة.

فالابن الذي يتعلم تعلّماً إفرنجيا محضاً، يفنى في علمه، وينكر أكثر أو كل ما يتصل بقومه وأسرته، وتصير كل صفة خلقية أو عملية من صفاتهم نقصانا في حقه، فلا يجمل به وهو المتعلّم أن يتحلّى بها، أو يبدوَ منه حنانٌ إليها، وغايته الانسلاخ من قوميته، والاندماج في قومية غيره، وذلك شر ما نستعيذ بالله منه.

وإذا حنّ حنينه لقومه، وأراد أن ينفعهم بعلمه تعذّر عليه الوصول إلى قلوبهم، لأنه لا يعرف طريقها، وإلى مشاعرهم لأنه لا يُحسن سلوك السبيل إليها، إذ ليس عنده من دين القوم وآدابهم ولغتهم إلا الانتساب إليهم، ولهذا يندفع للعمل ثم لا يثبت إلا قليلا حتى يستولي عليه القنوط، ويستحوذ عليه الضجر، فيهجر العمل، ويتّهم الأمة ويستنقصها، وما كانت – والله- الأمة ناقصة بل هو الناقص الذي لم يدرك أن الأمة تسلسُ قيادُها لمن يقودها [بشعورها] لا بشعوره، ومن زمام قلبها لا من زمام قلبه.

وهذه هي الصفة التي نشكوها من قادتنا [أيها المسلمون] وهي التي لم يستطيعوا معها أن ينفعوا إلا قليلاً.

وذلك حال الابن الذي لم يجد في الأسرة مربياً ولا في المدرسة من ينشئه تنشئة خُلقية قومية، وفرقٌ بينه وبين من يتعلم تعلّماً عربيا قوميا صحيحا، فأخص مميزات هذا عن الأول أنه نشأ على خلق الصبر، واحتمال المكاره، وبُعد الأمل، وعظيم الرجاء، لأن دراسته العربية لا تخلو من اتصال بالدين، والدين [أيها المسلمون] لا يغني عنه كبر العقل، ولا سعة الفكر، ولا عظيم الخلُق.

لهذا يجب [علينا معاشر المسلمين] إن أردنا حياة هنيئة، وسعاد رضية، أن يكون الدين أساسا للتعليم، وأن يشمل الرجل والمرأة على السواء، وأن يكون التطبيق فيه أكثر من النظر.

[حتى ننقذ] شبابنا من براثن التفرنج والاندماج، و[حتى يفهموا] أن حاجة الحياة لا ينافيها الدين بل هو عليها أعظم معين.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً