.

اليوم م الموافق ‏25/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

المال الحرام

301

الرقاق والأخلاق والآداب

الكبائر والمعاصي

عثمان بن جمعة ضميرية

الطائف

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- حب المال غريزة إنسانية . 2- تهذيب الإسلام بهذه الغريزة بالقصر على الحلال. 3- التحذير من أبواب الرزق الحرام. 4- تحريم الاحتكار. 5- تحريم المعاملات والبيوع القائمة على النور.

الخطبة الأولى

وبعد :

فعندما خلق الله تعالى الإنسان جعل فيه ميلا إلى حب المال وتملكه والاستكثار منه ، فقال عنه وإنه لحب الخير لشديد ، وتحبون المال حباً جماً وقد جعل الله تعالى المال والبنين زينة الحياة الدنيا فقال: المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة .

ولما كان الإنسان بطبعه يميل إلى المنافسة والاستكثار من المال، فيدفع بكل طريق ليحقق رغبته تلك ، فقد يميل وينزلق في مهاوي المادية التي قد تطغى على الإنسان فتطغيه . ولذلك يحتاج إلى مجموعة من الضوابط التي تحد من جموحه المادي وتمنعه من التردي في كل ما من شأنه أن يبعده عن الفضيلة والخير والمعاملة الكريمة .

ولذلك سلك الإسلام طريقا مزدوجا لتحقيق هذه الغاية بتربية نفس الإنسان على الخضوع لأمر الله سبحانه ومراقبته في أعماله كلها ، وأمره بتناول الطيب الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب. ومطعمه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)).

فيا أيها المسلمون: كما أن الرسل مأمورون بأكل الطيب الحلال فإن المؤمنين مأمورون بذلك كما هم مأمورون بالعمل الصالح ، وكأن العمل لا يكون صالحا مقبولا إلا بالأكل من الطيب الحلال ، ولذلك استبعد النبي قبول الدعاء مع التغذية من الحرام ، وقد أرشدنا الله تعالى إلى أنه إنما يتقبل من المتقين.

ولذلك اشتد خوف السلف من الحرام وحذروا منه أشد التحذير ، مصداقا لقول النبي : (( لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول )) ، وعن ابن مسعود: (( لا يكتسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه، ولا يتصدق به فيتقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث )) .

وكانت المرأة توصي زوجها عندما يخرج للعمل فتقول له : إنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار، أما اليوم فإن بعض النار بالإكثار من الكسب أي طريق كان، يستكثرن الأثاث والزينة والنار.

ثم وضع الإسلام بعد هذه التربية النفسية ، وضع قواعد تشريعية ، إن خرج عليها بعض الناس في معاملاتهم وجب ردهم إليها وإلزامهم بها ، ويعاقبون على مخالفتها ، ومن ذلك أن الإسلام حرم مجموعة من التصرفات في طريق التملك أو استثمار المال أو التصرف فيه ، لأنها أكل لأموال الناس بالباطل والحرام الذي نهى الله عنه فقال: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل .

فقد حرم الله سبحانه التطفيف والتلاعب بالمكيال والميزان ، وتهدد المطففين بالويل والهلاك وتوعدهم بالعذاب على فعلتهم الشنيعة تلك فقال: ويل للمطففين الذي إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين .

 ونجد لهذا التطفيف صورا كثيرة في بيوع الناس اليوم ومعاملاتهم في أسواقهم التجارية، و في هذا التطفيف والتلاعب اعتداء على حقوق الآخرين وإثارة للأحقاد ونشر للفساد في الأرض وتضييع للمصالح التي بعث الله رسله ليعيدوا فيها الحق إلى نصابه فقال سبحانه: وإلى مدين  أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ، وهو لون من الغش الذي يتخذ صورا عديدة.

وحرم الإسلام الاحتكار تحريما شديدا ، وجعل الكسب عن طريقه كسبا خبيثا حراما، وجعله علامة على الخطأ والإثم لما فيه من إضرار بالناس واستغلال لحاجات المحتاجين فقد قال : ((من احتكر طعاما فهو خاطئ )) أي آثم.

 وروي في الحديث أن من احتكر طعاما أربعين يوما يريد به الغلاء فقد برئ من الله وبرئ الله منه ، وبئس العبد المحتكر إن أرخص الله الأسعار حزن، وإن أغلاها فرح .

وليس هذا التشديد خاصا بالطعام بل في كل سلعة يحتاجها  الناس ولو لم تكن طعاما ، وتحقيق هذا الاحتكار بحبس الأشياء الفاضلة عن حاجة الإنسان يتربص به ارتفاع الأسعار عند الحوادث ليبيعها بأثمان فاحشة لشدة احتياج الناس إليها .

وأما المعاملات التي تتصف بالغرر والمخادعة والالتباس والغبن ، فإنها كلها حرام لما فيها من أكل أموال الناس بالباطل ، ومن ذلك النجش وهو أن يزيد الرجل في السلعة أكثر مما تستحق وهو لا يريد شراءها ، ولكن ليخدع غيره بالمغالاة ، وقد نهى النبي عنه فقال: ((لا تناجشوا)) وقال: ((الناجش آكل ربا خائن)).

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً