.

اليوم م الموافق ‏10/‏ذو القعدة/‏1445هـ

 
 

 

الاختبارات مظاهر وحلول

6818

الأسرة والمجتمع

الأبناء, قضايا المجتمع

معيض بن محمد آل زرعه

سراة عبيدة

4/7/1433

جامع آل عطيف بني بشر

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- محنة الاختبارات. 2- مآس ومظاهر مؤلمة في فترة الاختبارات. 3- الحلول المناسبة.

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فلا سعادة ولا صلاح ولا نجاح ولا فلاح إلا بالتقوى، كما أوصيكم بحمد الله وشكره على آلائه ونعمائه عليكم، فكم خصكم به من نعمة وأزال عنكم من نقمة وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.

عباد الله، إنها الاختبارات محنةٌ للقلوب وفتنةٌ للنفوس وكدّ للأذهان وتعبٌ للأبدان، نوصي فيها أبناءنا وبناتنا يتقوى الله عز وجل، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. وكذلك نوصيهم بسؤال الله العون والتوفيق والسداد، ولعل من المواقف الجيدة، والمظاهر المباركة، ما يصنعه كثيرٌ من الآباء، من قطع كل وسائل اللهو والعبث المحرم عن الأبناء والبنات أثناء فترة الامتحانات، رغبةً في التوفيق وعدم الخذلان، وهنا يستيقظ الإيمان والفطرة السليمة في قلوب الآباء والأمهات، ويصبح في قلوبهم يقين، بأن الذي يوفق ويسدد أبناءنا هو الله، فينبغي عدم التعرض لما يغضب الله عز وجل، وإن مما يفرح قلب المؤمن في هذه الأيام إقبال الشباب على الصلاة والعبادة، والمحافظة على صلاة الجماعة، وخاصةً صلاة الفجر، وهذا يدل على وقور الإيمان في قلوبهم، ونسأل الله لهم الثبات على الحق والخير في الدنيا والآخرة.

عباد الله، ثمة أمرٌ يغيب عن أذهاننا، فإذا جاءت الاختبارات أثار أشجاننا وأرقّ منامنا وأزعج أفكارنا.

إنها المشاهد المؤلمة والأخبار المحزنة التي تكون ساحتها فترة الامتحانات، وبالتحديد ما بعد الامتحان اليومي أو ما بين الفترتين، إنها بحق مآسٍ وحسرات، وكيف لا تكون مآسي وفيها يضيع الشباب، وتفسد القيم، وتذهب الأخلاق، وترتكب المنكرات. يا سبحان الله! وهل في الامتحانات مآسٍ وحسرات؟!

نعم، إنها مآسٍ تدمع العين وتمزق الفؤاد، وهي بوابة الكثير من شباب المسلمين إلى الدخان والمخدرات، ومن هذه المآسي والمظاهر ما يلي:

أولًا: ظاهرة التدخين، وهي ظاهرة انتشرت في معظم المدارس وخصوصًا الثانويات إلا ما رحم ربي، ووقع في حبائلها كثيرٌ من الشباب الذين تساهلوا بالجلوس مع قرناء السوء.

ثانيًا: ظاهرة تعاطي الحبوب المنشّطة كما زعموا. وهذه هي الطريق السريع إلى إدمان المخدرات وهي السلاح القاتل للدين والأخلاق، وهذا أحد الشباب يعترف بإحدى هذه المآسي فيقول: "في أيام الامتحانات كان لي صديق، وهو قريب لي في نفس الوقت، وثق به الأهل، وكنت في المرحلة المتوسطة، عرض علي أن نراجع ونذاكر سويًا، فوافقته على ذلك، وفي العصر خرجنا إلى البر، وعندما وصلنا إلى مكانٍ آمن وهادئ، بعيدًا عن الناس، وجلسنا نتناول الشاي، وفجأةً وأمام عيني أخرج حبةً بيضاء وتناولها، فسألته عنها، فقال: هذه تساعدني على المذاكرة، ثم عرض عليّ إذا أردت النجاح فعليك بها، وما زال بي وهو يقول: جرب ولا يضرك شيء، قال: فتناولتها وأخذتها وأنا متردد، فشعرت بشيء من النشاط والحماس، وواعدني بتأمين هذه الحبوب طيلة أيام الامتحانات –وهكذا تصنع المخدرات بأصحابها فهم يعيشون في عالم الأوهام والخيال، ثم يواصل ذلكم الشاب قائلا-: وبعد الامتحانات نجحت بتقدير جيد، مع العلم أن تقديري كان ممتازا، ثم استمريت في تناول هذه الحبوب، فتغيرت حالتي، وأصبحت لا أصلي، وزادت الأفكار والهموم والأمراض واعتزال الناس، حتى أصبحت أفكر في الانتحار أكثر من مرة". وهذا لا يعني سوء الظن والشك في أبنائنا وبناتنا وإنما أخذ الحيطة والحذر وحسن المتابعة والرقابة عليهم.

ثالثًا: ظاهرة الخروج إلى المدرسة صباحًا وعدم العودة إلا عند الظهر أو بعد الظهر، يا تُرى هل قضى الطالب هذا الوقت في المدرسة أم لا؟ بالطبع لا. حتى لو كانت فترتين لخرج الطالب قبل ذلك، ولكنها التجمعات المريبة، والذي ينتج عنها المزاح الفاضح والأصوات المنكرة، وأذية المسلمين.

رابعًا: ظاهرة التفحيط، وهي ظاهرة سيئة، تعكس تخلف المجتمع، والفراغ القلبي والروحي لأولئك الشباب، فكم وقع من الحوادث، وتحطّم من السيارات، ومات من البشر، بسبب التفحيط.

خامسًا: ظاهرة امتهان الكتب والمقررات الدراسية وخصوصًا المقررات الشرعية، يا سبحان الله! كيف أصبحت الكتب الشرعية تُرمى في صناديق النفايات وعلى الأرصفة أو تمزّق في الشوارع، ولقد كان شباب الصحابة والتابعين يحترمون هذه الكتب، يقول أنس بن مالك : (كان المؤدب له أوجانة –إناء من الفخار يوضع فيه الماء– وكلُ صبيّ يأتي كل يوم بنوبته ماءٌ طاهر، فيوضع فيها، فيمحون بها ألواحهم، ثم يحفرون حفرة في الأرض، فيصبون ذلك الماء فيها حتى ينشف، ثم يدفنونها). لا إله إلا الله! ما أروع هذه الصورة وهذه المشاهد!

سادسًا: ظاهرة انتشار أصوات الأغاني ومزامير الشيطان، فكم من مريضٍ زادوه مرضًا وألمًا! وكم من نائمٍ أيقظوه! وكم من شاب ضيعوه!

سابعًا: ظاهرة السهر المفرط، الذي يوهن البدن ويفتر الجسم ويدعو إلى تناول المنشطات والمشروبات المنبهة.

المظاهر كثيرة ولكن الوقت يضيق بنا.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد: عباد الله، وبعد هذه المظاهر نستعرض وإياكم الحلول المناسبة لها وهي:

1- وجوب زرع رقابة الله في نفوس الأبناء والبنات.

2- تنمية وتقوية الجانب الإيماني ورفع مستوى الأخلاق لديهم.

3- تحذير الأبناء والبنات من جلساء السوء (لا كثرهم الله).

4- المتابعة المستمرة طيلة أيام السنة وعدم قصرها على الامتحانات.

5- إشعار الأبناء والبنات بأهمية احترام الكتب وخصوصًا الشرعية منها وعدم امتهانها أو تمزيقها أو رميها على الأرصفة بل توضع في الحاويات الخاصة بها في المدارس.

6- عدم تمكين الأبناء من السيارات إلا للضرورة القصوى.

7- الإكثار من ذكر الله تعالى والالتزام بالأوراد اليومية.

8- النوم المبكر وإعطاء النفس قسطها من الراحة.

9- بر الوالدين وطاعتهما وطلب الدعاء منهما.

10- مصاحبة الأخيار وأهل الصلاح والتقوى والسير معهم.

عباد الله، صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً