.

اليوم م الموافق ‏10/‏ذو القعدة/‏1445هـ

 
 

 

أخطاء المصلين في الصلاة (2)

6779

فقه

الصلاة

عبد الرحمن بن الصادق القايدي

جدة

20/7/1431

جامع الأنصار

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

مواصلة ذكر نماذج من أخطاء المصلين.

الخطبة الأولى

معاشر المسلمين، لا زلنا نبين لكم الأخطاء الكثيرة التي يفعلها بعض المصلين.

فمن هذه الأخطاء وتعتبر من المخالفات: هي إتيان المسجد بعد أكل الثوم أو البصل، فلقد قال : ((من أكل من هذه الشجرة -الثوم- فلا يقربن مسجدنا))، وقال أيضًا: ((من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا -أو قال: فليعتزل مسجدنا- وليقعد في بيته)) وفي رواية: ((فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم))، ولقد ثبت عن عمر بن الخطاب قوله: (إن من أتى المسجد وهو آكل ثوم أو بصلا كان يُخرج من المسجد إلى البقيع)؛ فتصوروا من شدة أذية هذه الرائحة على الملائكة والمصلين، يُخرج صاحبها من المسجد ويُحرم من صلاة الجماعة، فاحرص -أخي المسلم- على أن لا تؤذي أحدًا بأكلك من هذه الشجرة الخبيثة ثم تأتي إلى المسجد.

ومن الأخطاء: التلفت أثناء الصلاة، فالبعض يلتفت ويحرك رقبته، والبعض يلتفت بتقليب عينيه، وكل ذلك مخالف لما يجب أن يكون عليه المصلي من الخشوع واستحضار عظمة مَن أنت واقف أمامه، وتقول له: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5]. قال عن الالتفات في الصلاة: ((هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد)) رواه البخاري، وقال : ((فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه)). فاتق الله أخي المسلم، ولا تحرم نفسك هذه المنزلة وتخسر نظر الرب بسبب تلاعب الشيطان بفكرك.

أحبتي في الله، هناك أخطاء تتكرر يوميًا هي أن بعض المصلين -هداهم الله- يسرعون إلى المسجد لا سيما بعد الإقامة وقبيل الركوع ليدركوا الركوع مع الإمام، وهذا الإسراع خطأ ومنهي عنه قال : ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تَسعَون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) رواه البخاري ومسلم. وفي حديث آخر: ((إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا)) متفق عليه. فالذي يسرع إلى الصلاة يُفوت على نفسه السكينة والوقار، وهو بعمله هذا يكون قد تجاهل قول النبي : ((لا تسرعوا))، والبعض يتنحنح أو يقول: إن الله مع الصابرين، خاصة إذا كان الإمام راكعًا، كل ذلك لا يجوز ومخالف لأوامر النبي الذي يقول: ((إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة والوقار)).

نفعني الله وإياكم بالقرآن والسنة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما أمر، والشكر له وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الشافع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السادة الغرر وسلم تسليمًا كثيرًا.

معاشر المسلمين، من الملاحظ على كثير من إخواننا المصلين أنهم لا يأتون إلى المسجد إلا بعد أن يسمع الإقامة، وهو حريص على أن يصلي الفرض كاملًا، لكنه بعمله هذا يخسر خسائر كثيرة، منها استغفار الملائكة لمن ينتظر الصلاة وهو في المسجد؛ لأنه في حكم المصلي ما دام ينتظر الصلاة، ومنها أن المتأخر يفوت عليه الصف الأول الذي قال فيه النبي : ((لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير -أي: التبكير- لاستبقوا عليه)) متفق عليه.

معنى الحديث لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول من الأجور والخيرات الكثيرة واستشعروا هذه الفضائل لعملوا قرعة بينهم من يدخل أولًا، ولكن نظرًا لعدم استشعارهم هذه الخيرات يتأخرون عن الصف الأول والتبكير إلى الصلاة بسبب غفلتهم، لأن النبي أخبرنا عن هذه الفضائل فكان الأجدر بنا أن نصدق ونتنافس دون إبطاء أو تلكع.

كذلك إن التأخر عن إدراك الصلاة من بدايتها فيها خسارة كبيرة وهي عدم إدراك تكبيرة الإحرام كما قال النبي في الحديث المرفوع: ((لكل شيء صفوة وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى)) وقد ذكر الشيخ محمد المختار الشنقيطي أن تكبيرة الإحرام تُدرك لمن حضر تكبيرة الإمام وهو في المسجد.

ومن تأخر عن الصلاة حتى تقام يفوت عليه وقت إجابة الدعاء وهو ما بين الأذان والإقامة، قال : ((الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة)) وكثرة التأخر عن إدراك الصلاة يجعل المصلي من ضمن من قال عنهم النبي : ((لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله)) رواه مسلم.

نسأل الله السلامة من ذلك، وأن يجعلنا من المحافظين على صلاتهم في أوقاتها في المساجد.

واعلموا أن الله صلى وسلم على نبيه قديمًا فقال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرًا حكيمًا تنبيهًا لكم وتعليمًا وتشريفًا لقدر نبيه وتعظيمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56] لبيك اللهم صل على عبدك ورسولك...

 

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً