.

اليوم م الموافق ‏10/‏ذو القعدة/‏1445هـ

 
 

 

الاختبارات

6709

الأسرة والمجتمع

الأبناء

عبد العزيز بن سعود الصويتي

غير محددة

27/6/1433

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- موسم الاختبارات. 2- رسائل توجيهية. 3- عدة الامتحانات. 4- التحذير من المخدرات والمنشطات.

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن غدا ساعة حاسمة، ولحظة يختلط فيها الخوف بالرجاء، غدا موعد الحصاد، والتشمير عن ساعد الجد والاجتهاد، غدا أمر له ما بعده، غدا يميز الاختبار الخامل من المثابر، والكسول من الجاد، فالأيام القادمة حبلى، فإما أن تسفر عن مولود جديد يعانق النجاح، أو تسفر عن سقط ميت يدفن في لحد الرسوب، غدا يحصل التفاضل بين الطلبة في الامتحان، ويوم القيامة أكبر تفاضلا وأعظم درجات، انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا.

ولأهمية الأيام القادمة وما تحمله في مطاويها من ألم وأمل، فلا محيص من بث رسائل نصح، لعل الله أن ينفع بها:

الرسالة الأولى: إلى فلذات الأمة وأكبادِها، وأروقة الأنام وعمادِها، إلى الطلبة الذين وقفوا أمام سيل الامتحان الجرار الذي صعر خده، وتجاوز حده، وبسط نفوذه، فأضحى مزلة أقدام، ومضلة أفهام، ولا سبيل للثبات فيه والوقوف أمامه إلا باللوذ إلى الله، والعوذ به، والاتكال عليه، والانطراح بين يديه، بطرق الأبواب السماوية، وبذل الأسباب الدنيوية، مع صحة العزيمة، وقوة الشكيمة، حتى تضع الحرب أوزارها، فإما منا بعد وإما فداء.

وفِي العَزِيمَة قُوَّاتٌ مُسَخَّرَة       يخِرّ دونَ مَداها اليأسُ والوجَلُ

معاشر الطلاب، إن طرائق المذاكرة، وأساليب حفظ المعلومة، وأسباب استثمار الأوقات كلها عديمة الفائدة، خلوة من النفع، فارغة المعنى ما لم يكن صاحبها ذا نفس تواقة، وعزيمة حازمة، وصريمة ينتثر أمامها اليأس، وما فائدة القلم في جيب الجاهل الخامل إلا كفائدة السيف في كف الجبان، لا يفيده شيئا ولا يغني شيئا، ولا ينفع بشيء. فلا بد من أطر النفس عن رغباتها، وكفها عن شهواتها، وإنفاق أنفس الأوقات وأثمن اللحظات للعلم والتعلم، لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ، ودون الشهد إبر النحل.

فمن آثر الدعة تركه العلم وودعه، ومن طلب الراحة فاتته الراحة، ومن غلّب النوم أدركه اللوم، ومن ترك العزيمة وافته الهزيمة، والجزاء من جنس العمل وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.

لاَ يُـــــــــدْرِكُ الْغَايَةَ الْقُصْوَى سِوَى رَجُلٍ     ثَبْتِ الْعَزِيمَةِ مَاضٍ حَيْثُ يَنْخَرِطُ

إن مسَّهُ الضَّيمُ ناجى السَّيفَ مُنتصراً     أو همَّهُ الأمرُ لم يعلق بهِ الثبـــــــــطُ

فَاقْذِفْ بِنَفْسِكَ في أَقْصَى مَطَالِبِهـــــــــا       إِنَّ النَّجَاحَ بِسَعْيِ الْمَرْءِ مُرْتَبَــــطُ

معاشر الطلاب، فإذا وجدت الإرادة، وصِدْق طلب الإفادة، وأزمعت بلوغ القمة في الاختبار، والنزول إلى ساحته، وما بقي سوى أخذ العدة من الزاد والسلاح، قال تعالى: وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً. وخلاصة العدة المطلوبة لكل طالب في وقت الامتحانات تنتظم في الآتي:

الأمر الأول: أن يقوي علاقته بالله تعالى بالمحافظة على الصلوات جماعة في المسجد، وأن يكثر من ذكر الله تعالى كلما سنحت له الفرصة وأكثر من الدعاء وطلب العون من الله تعالى، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ.

وأكثر ذكره في الأرض دأبا      لتذكر في السماء إذا ذكرت

وناد إلى سجدت له اعترافا      بما نــــــاداه ذو نون ابن مــــتى

فإن اجتهدت في التذلل لله تعالى والانطراح بين يديه ثم لم يحالفك النجاح في اختبارك فلا تجزع ولا تيأس، بل أنت في الحقيقة نجحت في الاختبار الأكبر ولم تقع في الخسران، وأخرست الشيطان، وانتصرت في ميدان النفس ونعم الميدان، ولهذا ينبغي أن تواصل في هذا النجاح العظيم من الخضوع لله والدعاء والعبادة، واعلم أن الخيرة فيما اختاره الله لك، فلعل رسوبك في الامتحان الدنيوي يكون خيرا لك من النجاح فيه، وقد رأينا كثيرا ممن رسبوا نجحوا في السنة القابلة نجاحا كبيرا، ودخلوا تخصصات هيأها الله لهم ما كانوا ليدخلوها لو نجحوا في بادئ الأمر، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم.

ومما ينبغي أن لا ينساه طالب العلم أن يستحضر نيته الخالصة لله تعالى، وقد ذكر القرطبي في تفسيره (1/22) عن الفضيل بن عياض قوله: "فقد يبتدئ الطالب للعلم يريد به المباهاة والشرف في الدنيا، فلا يزال به فهم العلم حتى يتبين أنه على خطأ في اعتقاده فيتوب من ذلك ويخلص النية لله تعالى فينتفع بذلك ويحسن حاله". وهذا في العلم الشرعي وهو مطلوب أيضا في العلوم الطبيعية.

الأمر الثاني: أن يبادر في قراءة المادة المقررة ولا يتأخر أو يسوف، لأن كثيرا من الطلاب لا يبدأ المذاكرة إلا الليل ثم يسهر ويظن أنه بهذا العمل قد بذل قصارى جهده وسهر الليل كاملا في المذاكرة، ويرى أنه ذاكر أكثر من غيره، ولكنه لم يوفق في الامتحان لضعف حفظه أو قلة فهمه ونحو ذلك، وهذا غير صحيح لكن أسلوبه هذا قد فوت عليه النهار كله مع أن نهار هذه الأيام في غاية الطول كما أنه في الغالب سيفوت الصلوات؛ لأن جسمه سيحتاج إلى النوم كما أنه سيذهب للاختبار مجهدا من السهر مع أنه من المعلوم أن النوم بعد المذاكرة يجعل المعلومة أكثر استقرارا في الذهن.

الأمر الثالث: أن كثيرا من الطلبة خوفا من والديه يحضر الكتاب معه لا ليقرأه وإنما يجعله منظرا أمامهم ثم يسترق السمع ليستمع بحديثهم وأخبارهم والكتاب على حاله لا يزال طوال النهار مفتوحا على الصفحة الأولى أو الثانية!

ومنهم من يخلو في غرفته وهواجيسه تسرح به في كل واد، وكلما قرأ سطرين أو ثلاثة رجعت إليه هواجيسه من جديد، وهكذا دواليك حتى تمضي الساعات الطوال وهو على هذه الحال، ويصبح نسيج المعلومات لديه مرقعا ممزقا، وما علم المسكين أنه لو أخذ نفسه بالعزيمة تارة حتى يقطع شوطا متكاملا ثم يعطي نفسه وقتا للراحة ويترك الكتاب حتى يستجم ويستريح استراحة المحارب حتى يعود إليه النشاط من جديد ثم يأخذ نفسه بالعزيمة ليقطع شوطا آخر وهكذا حتى ينهي المادة لوجد الفائدة.

كما أنه من الأهمية بمكان أن يحدد صفحات يقطعها في وقت محدد قبل وقت راحته، وإذا انتهى وقت الراحة راجع ما سبق أن حفظه أو فهمه على عجل ثم يواصل في قراءة باقي المادة.

الأمر الرابع: إن من أهم العوامل في استرجاع المعلومة وقت الامتحان بعد الاستعانة بالله تعالى أن يكون أدخل المعلومة في ذهنه بشكل صحيح ومن ذلك:

أولا: أن كثيرا من الطلاب يركز على التفاصيل والجزئيات الصغيرة ويجهل العناوين الكبيرة والخطوط العريضة وهي أساس لتلك الفروع والجزئيات، فيكون الطالب قد بنى بيته من غير أساس، فلا يلبث البناء أن يخر سريعا، مثل من يحفظ كثيرا من جزئيات الصلاة دون أن يميز إلى أي فصل تنتمي المعلومة هل هي إلى أركان الصلاة أم إلى شروطها أم إلى واجباتها أو إلى مستحباتها، فإذا جاءه السؤال لخبط بينها ولم يعرف هل هذا من الأركان أم من الشروط مع أنه يحفظها من غير تمييز!

ثانيا: أن بعض الطلاب في أثناء المذاكرة وهو في منتصف موضوع معين يقطعه لحاجة ما ثم يعود يكمل من حيث توقف، وبهذه الطريقة لن تكون المعلومة متكاملة في ذهن الطالب، والمفترض أن يقرأ الطالب كل معلومات مترابطة على حدة ثم يقرأ بعد ذلك الموضوع الآخر ثم يقارن بينهما ثم يواصل وهكذا.

ثالثا: من الأمور النافعة ما يسمى بالخريطة الذهنية وهي أن يتصور الطالب المنهج كاملا بفروعه الكبيرة كأن يعرف الطالب أن مقرر مادة الفقه لدية يتكون من خمسة مواضيع الأول: الصلاة، وفيه ثلاث عناصر أساسية أركان الصلاة وشروطها وواجباتها، ثم الموضوع الثاني: الزكاة وفيه عنصرين زكاة الأموال وفيه خمسة شروط وزكاة الفطر وفيه شرطان، والموضوع الثالث: الصيام... وهكذا ليعرف العناصر الكبيرة من كل موضوع ولو وضعها في ورقة مرتبة أو على شكل شجرة ونحوها فهي مفيدة.

رابعا: أن يبدأ بالمسائل السهلة لينتهي منها ويحيط بها علما ويتعلم المقدمات الضرورية للمسائل العويصة قبل الدخول فيها وخوض غمارها، فيحفظ القواعد ويستوعبها أولا ثم إذا تذللت له الطرق شرع في المسائل الكبيرة الصعبة سائلا الله الفتح والعلم إنه هو الفتاح العليم وهذه من الأساليب النافعة التي أمر الله المعلمين والمتعلمين بأخذها والعمل بها فقال تعالى: وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ، والمراد بالرباني هنا: هو الحكيم في تعليم الناس بالأسلوب الأمثل حتى يكثر العلم ويرسخ؛ إذ لا يمكن أن يربو العلم ويكثر من دون طريقة حكيمة، والرباني مأخوذ من التربية وهي الزيادة يقال: ربا الشيء إذا زاد ومنه الربا قال البغوي: (قيل: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال عطاء: حكماء علماء نصحاء للّه في خلقه)، وقال: (وقال المبرد: هم أرباب العلم سمّوا به لأنهم يربون العلم، ويقومون به ويربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، وكل من قام بإصلاح الشيء وإتمامه فقد ربّه يربه، واحدها: ربان).

الأمر الخامس: أن بعض الطلاب يجعل مستقبله مرهونا بحبة يتناولها، فلا والله ما تناولها وإنما هي التي تناولته، صدق أكذوبة زميله أنه إذا أكلها أكل المادة أكلا، فما يلبث المسكين أن تأكله هذه الحبوب أكلا، ولو أكلها شاب في الابتدائية أو في المتوسطة لقلنا: مغرر به مسكين، لكن مما يقضى منه العجب أن يقدم على تناولها شاب في المرحلة الثانوية أو الجامعية وقد عرف خطر هذه الحبوب المنبهة وما تفعله في عقل صاحبها من الأفاعيل!

إن شبابنا في هذه البلاد المباركة مستهدفون من أعداء الأمة، وما عجز الأعداء عن الوصول إليه بالسلاح وصلوا إليه بالإعلام، وما عجزوا عنه بالإعلام وصلوا إليه بهذه الحبوب الفتاكة، وحروب المخدرات لا تقل ضراوة عن حروب السلاح، ومن يقرأ تاريخ الصين وما وصلت إليه من الهاوية من جراء حرب الإنكليز عليهم بالمخدرات يعلم خطر هذه المعركة، وما زال الخطر الداهم يحيط بالدول الإسلامية، ولولا فضل الله ورحمته وجهود هذه الدولة المباركة في قطع دابر المخدرات لما بقي بيت إلا وفيه مخدر، فما يقبض عليه من أطنان سنويا من الحشيش والهروين وملايين حبوب الكبتاجون مما لا يكاد يصدقه العقل، وقد وصل عدد المدمنين وليس المتعاطين في مصر 17 بالمائة من شباب الجامعات المصرية، فكيف بعدد المتعاطين؟! لا شك أنه أضعاف هذه النسبة حتى وصل حجم تجارة المخدرات إلى 14 مليار جنيه، كما وصلت نسبة سجناء المخدرات إلى 70 بالمائة من السجناء، وقد حذرنا الإسلام من تناول الخمور بجميع أنواعها قبل ما يزيد على 1432ه قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ، وعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ وَجَيْشَانُ مِنَ الْيَمَنِ فَسَأَلَ النَّبِىَّ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ فَقَالَ النَّبِىُّ «أَوَمُسْكِرٌ هُوَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» رواه مسلم.

ألا قاتل الله البلادة، كانت الأمة تأمل أن يتخرج هؤلاء الشباب ليداووا علل الأمة فصاروا من عللها، ويزيدوا فيها فزادوا عليها، ويكون من أعمدتها فصاروا من ألد أعدائها!

فهذه هي المخدرات، وهذه جرائم الحبوب، وهذا خطر المنبهات، فلا غرو إذا أن تكون من كبائر المحرمات!

عائذا بالله من الشيطان الرجيم، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله..

 

الخطبة الثانية

أما بعد: فاتقوا الله حق تقاته، وخافوه وامتثلوا أمره.

وفي أيام الامتحانات أوجه رسالة إلى أولياء الأمور بأن يكونوا عونا لأبنائهم على المذاكرة من توفير الأجواء المناسبة وعدم الإكثار عليهم من الطلبات، كما أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في أبنائهم وبناتهم من المتابعة لهم ومعرفة أصحابهم ونحو ذلك دون مبالغة زائدة، وخير الأمور أوسطها، ويزداد الأمر عند ظهور أمارات الانحراف بالمبادرة إلى العلاج باستشارة الأستاذ وإما المسجد والقريب ونحو ذلك.

الرسالة الثالثة: أوجهها للمعلم بأن يتقي الله تعالى وأن يعامل الطلبة بالعدل والإحسان معا، ولا يغلب جانب العدل فيكون فيه شدة، ولا يغلب جانب الإحسان فيكون فيه تساهل، وإنما يختار لنفسه ما اختاره الله لشريعته كما قال تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، واعلم أنك أن تخطئ في الثواب خير من أن تخطئ في العقاب، كما أن شأن الدرجات أخف من شأن الأخلاق بكثير، فلا جرم أن يكون للأخلاق نصيب من الدرجات، ولتعلم أن هؤلاء التلاميذ أمانة في عنقك، وأنك قبل أن تكون معلما فأنت مسلم تعلمهم الأخلاق الحميدة، والآداب الإسلامية، ولتكن حازما في مسألة الغش، فهو الداء الدوي، والخطر الجلي، يخل بمبدأ العدالة، ويجعل أكثر الطلاب عالة يتكففون المجتهدين، وقد ثبت في الصحيح أن النبي قال: ((من غشنا فليس منا))، وهو عام يتناول الغش في مواد الدين واللغة والعلوم الطبيعية واللغة الانكليزية لا فرق بينها البتة.

وأسأل الله أن يرد شبابنا إليه ردا جميلا، وأن يحفظهم من كيد الفجار وشر الأشرار، ويصرف عنهم شر طوارق الليل والنهار.

اللهم احفظ بلدنا هذا واجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولي أمرنا لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك، اللهم وفقه ونائبيه لما فيه الخير للبلاد والعباد.

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً