.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

أم المؤمنين عائشة حبيبة رسول الله

6577

أديان وفرق ومذاهب, قضايا في الاعتقاد

الصحابة, فرق منتسبة

هيثم بن علي التعمري

غير محددة

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- استمرار الصراع بين الحق والباطل. 2- ردة الطاعن في عرض عائشة رضي الله عنها. 3- فضل عائشة رضي الله عنها. 4- هدف الرافضة. 5- قصيدة في الرد على الطاعن الخبيث.

الخطبة الأولى

أحبتي في الله، أمُّ المؤمنين حبيبةُ رسولِ الله ، هذا هو عنوان خطبتنا في هذا اليوم الكريم المبارك.

أيها الأحبة، إن الصراعَ بين الحقِ والباطلِ قديمٌ بقدم الحياةِ على ظهر الأرض، ولا زال الإسلامُ العظيمُ منذُ أن بزغَ فجرُهُ واستفاضَ نورُه وإلى يومِنا هذا مستهدفًا من قبل أعدائِه أعداءِ الطهر والفضيلة الذين ما تركوا سبيلا من السبل إلا وسلكوه لاستئصال شأفةِ المسلمين وللكيد لهذا الإسلامِ والدين العظيم.

والذي دفعنا للحديث عن هذا الموضوع في هذه الأيام كلامٌ منحطٌ سافلٌ لرافضي خبيثٍ نكرة، منحط مرتد سافل، وأنا أحكم عليه بأولى كلماتي بالردة وأنا أعي ما أقول تمامًا، لأن من اتهم أمَّ المؤمنين عائشة بالزنا فقد كفر بإجماع المسلمين.

نعم، اعلموا -عباد الله- أن الحرب على الأصول والثوابتِ معلنه منذ أمدٍ بعيد، ولكنني ما تصورت أبدا أن تنتقل الحربُ في هذه المرحلة إلى هذه الصورةِ العلنيةِ السافرةِ الوقحة الفاضحة، أمام هذه الآلاف المؤلفة أمام مليارٍ وثلث من المسلمين، تُعلن الحرب على أصول دينِهم وأركانِ الدينِ وثوابتِه بهذه الصورة الفاضحة الجريئة.

يخرج علينا في الأسبوع الماضي سافل على شاشة قناة فاجرة ليتهم أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها. يقول هذا المنحطُ السافلُ، هذا الكلام العفن القذر، الذي يتهم فيه أم المؤمنين حبيبة رسول الله بالساقطة والمتسكعة، ويقول هذا النكرة المرتد الخبيث وهو يحتفل بموت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يقول: "نتقدم بأسمى التهاني والتبريك بذكرى هلاك عدوةِ الله، وعدوةِ أهلِ البيت، سيدةِ نساءِ أهل النار، المدانة من فوق سبع سموات"، ثم شرع هذا الزنديق بالتشنيع بأم المؤمنين رضي الله عنها واتهامها بالتهم الباطلة والتي منها: أنها وضعت السمَّ لرسول الله وكانت سببا في وفاته، وأنها كانت ماجنة فاسقة، وأنها الآن في النار في قعر جهنم معلقة برجليها تأكل الجيف والعياذ بالله، ثم شرع هذا الزنديق المرتد بعرض الأدلة على أن عائشة رضي الله عنها في النار.

أتحداك -أيها السافلُ القذرُ- أن تنال من ممثلةٍ ساقطة أو من ممثلةٍ هابطة، فضلًا عن أن تنال وزيرًا من الوزراء، أو أميرًا من الأمراء، أو رئيسًا من الرؤساء. صار أصحابُ رسولِ ربِّ الأرض والسماوات حائطًا مائلًا لكل كلبٍ عاوٍ يريد أن تفتح له صفحاتُ الجرائد والمجلات، ويريد أن تُفسح له الفضائيات الساعات الطوال.

لكن أنت وأمثالُك -أيها الكلب العاوي- أنت وأمثالك كمثل ذبابةٍ حقيرة سقطت على نخلة تمرٍ عملاقة، فلما أرادت الذبابةُ الحقيرةُ أن تطير وتنصرف قالت لنخلة التمر العملاقة: تماسكي أيتها النخلة لَأني راحلةٌ عنك، فقالت لها نخلة التمر العملاقة: انصرفي أيتها الذبابة الحقيرة فهل شعرْتُ بك حينما سقطت عليّ لأستعد وأنت راحلة عني؟!

والله، لولا أن ربَّنا جل وعلا قد نقل إلينا في قرآنِهِ قولَ الكفر على ألسنة الكافرين ما تجرأتُ أن أنقل كلمةً واحدةً من هذه الكلمات العفنة الخبيثة، التي نقلها هذا المنحطُ القذرُ السافلُ. والله، إن القلب لينزفُ دمًا بدلَ الدمع، أين عمر؟! أين عمر ليُعلِّمَ هؤلاءِ الساقطين الأدب؟! أين أبو بكر؟! فنحن أمام ردةٍ، ولا أبا بكرٍ لها، أين حدُّ الله ليقام على أمثال هؤلاء المرتدين عن دين الله؟!

أقولهُا بملءِ فمي: فلقد أجمع علماءُ الأمة من علماء أهل السنة على كفر من سبَّ عائشةَ رضي الله عنها وأتهمَها بالفاحشة، لأنه مكذبٌ لصريح القرآن الكريم.

عائشة حبيبةُ رسولِ الله ، عائشة التي ولدت في الإسلام، ولدت في الإسلام لم تستنشق أبدًا أبدًا هواء الشرك، ولم تتنفس أبدًا هواء الكفر قط، نشأت في بيت أبي بكر الصديق بعدما دخل الإسلام، ودخلت أمُها كذلك الإسلام، فترعرعت عائشةُ في بيت صديق الأمة الأكبر، ونشأت عائشةُ في بيت صديق الأمة الأطهر في بيت الصديقية، تربت على يدي أبي بكر ثم انتقلت في سنٍ مبكرةٍ من بيت الصديق، إلى بيت النبوة، ليواصل النبيُ تربيةَ عائشة، وليسقيَها بمدادِ الطهر، لتقفَ عائشةُ وحدها خلفَه في ليلتها لتسمع القرآن غضًا طريًا، من فم رسول الله .

والله، لقد رآها النبيُّ زوجًا له قبل أن يتزوجها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ -أي: في قطعة من حرير-، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ)).

بل أعلن النبيُّ حبَه لعائشة رضي الله عنها، بل هي أحب نسائِه إليه بعد خديجة رضي الله عنهن جميعا، وأعلن النبي ذلك وعلمت الأمةُ كلُّها ذلك، حب النبي لعائشة، عن عَمْرو بْن الْعَاص أَنَّ النَّبِيَّ بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: ((عَائِشَةُ))، فَقُلْتُ: مِنْ الرِّجَالِ، فَقَالَ: ((أَبُوهَا)). فكانت هي حبيبة رسول الله ، ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليقًا عليه قال: "وهذا حديثٌ ثابتٌ صحيحٌ رَغْمَ أنوفِ الروافض".

تعلمُ الدنيا كلُّها حبَّ النبيَّ لعائشة، بل لقد علم المسلمون من الصحابة ذلك فكانوا يتحرون بهداياهُم يوم عائشة تقربًا لرسول الله وإرضاءً له. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، يَبْتَغُونَ بِهَا أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللَّهِ . لمعرفة الصحابة محبة النبي لعائشة، فقد كانوا يهدون إليه في اليوم الذي يكون عندها، حتى يكون ذلك اليوم أكثر سعدًا وفرحًا لرسول الله ، فدبّت الغيرةُ بأزواج النبي، تقول عائشة رضي الله عنها: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ. وكانت أم سلمة من كبار أزواج النبي سنًا، قالت: فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ ، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: ((يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا)). فلما رأى نساءُ رسولِ الله ورضي الله عنهنَّ أن أمَّ سلمة لم تستطع إقناعَ رسولِ الله بذلك أرسلنَ إليه حبيبةَ قلبِه فاطمة بنت سيدِّنا رسولِ الله، فذهبت فاطمةُ إلى رسول الله وقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ -أي: عائشة- قَالَتْ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ : ((أَيْ بُنَيَّة، أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟!)) فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ: ((فَأَحِبِّي هَذِهِ)) يعني عائشة رضي الله عنها، وأشار النبيُّ إلى عائشة.

بل الأعجب -يا أخي- إذا علمت أن النبي في مرضه الأخير استأذن نساءَه أن لا يدورَ عليهن كعادته، وأن يمكث أيام مرضه كلَّها في بيت عائشة. تقول عائشة رضي الله عنها: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ فِي بَيْتِي وَفِي نَوْبَتِي وَبَيْن سَحْرِي وَنَحْرِي، وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ وَدُفِنَ فِي بَيْتِي.

ماذا تريدون بعدَ ذلك أيها المسلمون، يجمع الله بين ريقِها وبين ريقِ المصطفى بالسواك الذي أخذتْهُ وقضمتْه ومضغتْه وطيَّبتْه ودفعتْه إلى رسول الله ، فاستاكَ به كأجود ما استاك به من قبل، فجمع الله بين ريقِ المصطفى وريق عائشة في آخر يوم من أيام الدنيا لرسول الله وفي أول يوم من أيام الآخرة.

ووالله، لا يتسع الوقت للحديث عن زهدها، ولا يتسع الوقت للحديث عن عبادتها، ولا يتسع الوقت للحديث عن علمها ولا عن فقهها ولا عن أدبها. فهي فقيهةُ الفقهاء، معلمة العلماء، أديبة الأدباء، بليغة البلغاء فصيحةُ الفصحاء، ما سألَها الصحابة عن حديث قط إلا وقد وجدوا عندها علما منه عن رسول الله ، ملأت الدنيا علما، وروت عن رسول الله أكثر من ألفي حديث، وروى عنها كثيرٌ من أصحاب رسول الله ، فهي معلمة العلماء، وفقيهة الفقهاء، ومؤدبةُ الأدباء، وبليغةُ البلغاء، وفصيحة الفصحاء، رضي الله عنها وأرضاها.

فرضي الله عنها وعن أبيها، ونسأل الله جل وعلا أن يحشرنا معها في جنات النعيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا، واستغفروا الله...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد: قال الحافظ الكبير أبو زرعة رحمه الله تعالى: "إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم بأنه زنديق؛ وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به الرسول عن الله حق، والذي نقل إلينا كلَّ ذلك همُ الصحابة، فهؤلاءِ يريدون أن يهدموا الصحابة، ليبطلوا القرآن والسنة".

هذه هي العلة من حافظٍ كبيرٍ كأبي زُرعة، هؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة، ولكن هيهات هيهات هيهات. فمنذ أن بزغ الإسلام وهو يُحارب، أين من حاربوه؟! إلى مزابل التاريخ، إلى جهنمَ وبئس المصير ممن مات منهم على الكفر والعناد، والإسلامُ شامخ، وسيظل الإسلام شامخا، فنحن لا نخاف على الإسلام من أمثال هؤلاء السفلة المنحطين الأنجاس.

فأنا أذكر المسلمين جميعا بالتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله ، وبالجلوس بين أيدي علماء أهل السنة الربانيين المتحققين بالعلم الشرعي، وأحذرُ المسلمين أن يأخذوا شيئا من الدين من هذه الصحف أو الجرائد أو المجلات، أو أن يأخذوا من بعض المشبوهين من بعض الفضائيات، ممن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وأن يراجعوا الربانيين من علماء أهل السنة، وأن لا يتكلم مسلمٌ كلمة وأن لا يخطو مسلم على طريق الإسلام خطوة إلا بعد أن يراجع العلماء، وبعد أن يسأل أهلَ الفضل والعلم.

وفي الختام أقول ما قاله القائل:

نَشْكُــو إِلَـــــى اللّهِ الْقَـــــوِيِّ الْقَـــــاهِـــــرِ     مِمَّـــــا جَـــــنَـــــتْــــهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ

أَرْخَـــــى الْلِسَانَ بِســـــبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا     وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ

جَـــــابَ الْبِـــــلَادَ مُجَاهِـــــرًا فِي كُـــــفْـــــرِهِ          لَا يَنْثَنِي يَـــــا وَيْـــــلَـــــهُ مِــنْ كَـــــافِـــــرِ

يُحْيِـــــي الْمَـوَالِـــــدَ لِلسِّبَـــــابِ مُكَذِّبًـــــا         وَمُعَـــــارِضًـــــا قَـــــوْلَ الْإِلَـــهِ الْقَــــادِرِ

جدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْـــــلِ لِسَـــــانِهِ        وَاجْعَلْـــــهُ مُعْتَبَـــــرًا لِكُـــــلِّ مُنَـــاظِـــــرِ

وَاللّهِ لَــــــــــوْ أَبْـــــصَـــــرْتُهُ لَـــــقَـــــتَـــــلْـــــتُـــــهُ           لَوْ أَنْ تَحَامَـــــى بِالْحُمَـــــاةِ عَسَـــاكِرِ

حَتَّى لَـــــوِ اتَّخَـــــذَ الْـــكَـــــوَافِـــــرَ مَلْجـــــأ         أَوْ قَدْ تَلَقَّـــــى نُصْرَةً مِنْ كَـــــافِــــرِ

هَـــــذَا الْمُـــــنَـــــافِقُ حَقُّـــــهُ وَنَصِــــيـــــبُـــــهُ          مِنْ دُرَّةِ الْفَـــــارُوقِ وَيْـــــلَ الْعَـــاثِــــرِ

أَوْ حَدُّ سَيْفٍ يَقْطَــعُ الرَّأْسَ الَّـــــذِي         فِيـــــهِ اعْتِقَـــــادُ مُضَلِّلِينَ كَـــــوَافِـــــرِ

لَا تَحْسَــبُـــــوا فِعْـــــلَ الْخَبِيـــــثِ تَفَـــــرُّدًا         وَتَصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِــــرِ

بَلْ دِينُهُـــــمْ سَبُّ الصَّحَـــــابِةِ كُلِّهِــمْ         أَوْ جُلِّهِمْ قُـــــلْ كَـــــابِرًا عَــنْ كَابِرِ

وَالطَّعْـــــنُ فِي قَـــوْلِ الْإِلَـــــهِ وَزَعْمُهُـــــمْ          قَـــــدْ نَـــــابَهُ تَحْرِيـــــفُ كُلِّ مُتَاجِــــرِ

يَـــتَـــــسَـــــتّـــــَرُونَ بِحُـــــبِّ آلِ نِـــــبِـــــيِّـــــنَـــــا         وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِـــــدَاءَ لِغَادِرِ

فَـــــالْآلُ وَالْأَصْــــحَـــــابُ رُوحٌ وَاحِـــــدٌ          لَا يَرْتَضُـــــونَ مَهَــــانَةً مِنْ غَامِـــــرِ

دِينُ الرَّوَافِضِ قَــائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِـــــي        أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِــــيـــــنَ الْحَاشِـــــرِ

يَتَـــعَـــــبَّـــــدُونَ بِنَيْـــــلِـــــهِـــــمْ مِـــــنْ أُمِّنَـــــا         فِي عِرْضِهَـــــا بُعْـــــدًا لِكُلِ مُهَــاتِرِ

فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيـــفَـــــةِ مُخْـــــرِجٌ       مِنْ مِلَّةِ الْإِسْـــــلَامِ دُونَ تَشَـــــاوُرِ

أُمَّـــــاهُ عُـــــذْرًا فَالْكَـــــلَامُ سِـــــلَاحُــــنَـــــا         لَمْ يَشْفِ غِلًّا مِنْ ذَلِيـلٍ صَـــــاغِرِ

زَوْجُ النَّـــــبِـــــيِّ مُحَـــــمَّـــــدٍ مَـــــنْ ذَا لَـهَـــا         لِيَــــذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَـــــاسِرِ

فَالْقَلْـــــبُ يَشْكُـــــو حُـــــرْقَـــــةً وَمَـــــرَارَةً         وَالْعَيْنُ تُدْمِهَـــــا هُمُومُ ضَمَــــائِــرِي

يَا مُسْلِمُــــونَ تَجَـــــرَّدُوا لِلـــــذَّبِّ عَـــــنْ       عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ

أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَــــــادَاتُ الْـــــوَرَى       مِـــــنْ كُلِّ حُرٍّ قَـــــائِـــــمٍ أَوْ ثَـــــائِـــــرِ

لِيُنَافِحُــــوا عَـــــنْ عِـــــرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَـــــا      هَذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِـــــنْ عَـــــاذِرِ

وَيُـــــزَلْزِلُــوا هَـــــذَا الْخَبِـــــيـــــثَ وَحـــــبَـــــهُ      حِزْبُ الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِــرِ

هِيَ أُمُّنَا عِرْضِـــي الْفِـــــدَاءُ لِعِرْضِـــــهَا      مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَابْنَتِي وَأَوَاصِرِي

وَكَـــــذَاكَ مِـــــنْ أَرْوَاحِـــــنَـــــا وَدِمَـــــائِنَـــــا        وَعُيُونِنَا وَدَمِ الْفُــــــــــؤَادِ الْعَــــــــــاطِرِ

هِـــــيَ عِنْـــــدَنَا أَغْــــلَـــــى الْغَوَالِي إِنَّهَـــــا     زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَـــــامِ الْعَـــامِرِ

هَـــــذِي الْمَصُـــــونُ حَبِيبَـــــةٌ لِنَبِــــيّـــــِنَـــــا        هِيَ زَوْجُــــهُ فِي عَاجِـــــلٍ وَالْآخِـــــرِ

هِـــــيَ بِكْرُهُ لَمْ تَـــــلْـــــقَ زَوْجًـــــا قَبْـــــلَـــــهُ         هِيَ حِبُّـــــهُ رُوحِـــــي فِــدَاءُ الطَّاهِرِ

وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَـــاحِبِ أَحْمَـــــدٍ      وَبِهِ تُفَاخِرُ فَوْقَ كُـــــلِّ مُفَـــــاخِرِ

وَهِـــــيَ التَّي نَـــــزَلَ الْـقُـــــرَانُ بِطُهْرِهَـــــا       فِي عَشْرِ آيٍ مِنْ كَـلَامِ الْغَـــــافِرِ

وَهِـــــيَ التَّي مَـــــاتَ النَّبِيُّ بِحَـــــجْــرِهَـــــا        مَا بَيْنَ سَحْرِكِ أُمّـــــَنَـــــا وَالنَّـــاحِرِ

هَـــــذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَـوَارِحِـــــي     وَسَطَرْتُهَا مِنْ دَمْــــعِ عَيْنٍ مَـــــاطِرِ

أُمَّـــــاهُ عُـــــذْرًا لَــسْـــــتُ أَقْـــــدِرُ غَيْـــــرَهُ      فَالْعُذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرُ الْعَاذِرِ

وَخِـــتَـــــامُـــــهَـــــا أَرْجُـــــو الْإِلَـــــهَ بِعَفْـــــوِهِ         أَن لَّا يُؤَاخِذَنَـــــا بِفِعْـــــلِ الْحَـــــائِرِ

ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَـــى النَّبِـــــيْ    وَالَآلِ وَالصَّحْـبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ

فِي نَـــــهْـــــجِـــــهِـــــمْ حـــــتَىَّ يُــلَاقِي رَبَّـــــهُ        مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَـــــائِبٍ أَوْ حَاضِرِ

فنسأل الله سبحانه أن يشل لسان كل من تطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو على أحد من الصحابة رضي الله عنهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً