.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

عبد الله بن أبي ابن سلول

541

سيرة وتاريخ

تراجم

محمد بن صالح المنجد

الخبر

عمر بن عبد العزيز

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- قصة احتضار عبد الله بن أبي بن سلول وموته وصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ومراجعة عمر رضي الله عنه له في ذلك وجواب رسول الله عليه ونزول القرآن بتأييد قول عمر رضي الله عنه

الخطبة الأولى

 

قوله: (عن عبيد الله) هو ابن عمر. قوله: (لما توفي عبد الله بن أبي) ذكر الواقدي ثم الحاكم في "الإكليل" أنه مات بعد منصرفهم من تبوك وذلك في ذي القعدة سنة تسع, وكانت مدة مرضه عشرين يوما ابتداؤها من ليال بقيت من شوال.

 قالوا: وكان قد تخلف هو ومن تبعه عن غزوة تبوك , وفيهم نزلت: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً .

قوله: (جاء ابنه عبد الله بن عبد الله) وقع في رواية الطبري من طريق الشعبي: لما احتضر عبد الله جاء ابنه عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا نبي الله إن أبي قد احتضر فأحب أن تشهده وتصلي عليه, قال: ما اسمك؟ قال: الحباب - يعني بضم المهملة وموحدتين مخففا - قال: بل أنت عبد الله. الحباب اسم الشيطان)).

 وكان عبد الله بن عبد الله بن أبي هذا من فضلاء الصحابة وشهد بدرا وما بعدها واستشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق, ومن مناقبه أنه بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتله, قال: ((بل أحسن صحبته)), أخرجه ابن منده من حديث أبي هريرة بإسناد حسن، وكأنه كان يحمل أمر أبيه على ظاهر الإسلام فلذلك التمس من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر عنده ويصلي عليه, ولا سيما وقد ورد ما يدل على أنه فعل ذلك بعهد من أبيه, ويؤيد ذلك ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر والطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة قال: ((أرسل عبد الله ابن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فلما دخل عليه قال: أهلكك حب يهود , فقال: يا رسول الله إنما أرسلت إليك لتستغفر لي، ولم أرسل إليك لتوبخني. ثم سأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه فأجابه )). وهذا مرسل مع ثقة رجاله, ويعضده ما أخرجه الطبراني من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: ((لما مرض عبد الله بن أبي جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال: قد فهمت ما تقول, فامنن علي فكفني في قميصك وصل علي ففعل)) وكأن عبد الله بن أبي أراد بذلك دفع العار عن ولده وعشيرته بعد موته، فأظهر الرغبة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم, ووقعت إجابته إلى سؤاله بحسب ما ظهر من حاله إلى أن كشف الله الغطاء عن ذلك كما سيأتي, وهذا من أحسن الأجوبة فيما يتعلق بهذه القصة.

 قوله: ((فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه, فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) في حديث ابن عباس عن عمر ثاني حديث الباب "فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث الترمذي من هذا الوجه" فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه وثبت إليه فقلت: يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال: يوم كذا كذا وكذا أعدد عليه قوله: يشير بذلك إلى مثل قوله: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وإلى مثل قوله: ليخرجن الأعز منها الأذل وسيأتي بيانه في تفسير المنافقين.

 قوله: (فقال: يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه) كذا في هذه الرواية إطلاق النهي عن الصلاة.

وقال القرطبي: لعل ذلك وقع في خاطر عمر فيكون من قبيل الإلهام , ويحتمل أن يكون فهم ذلك من قوله: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين .

قلت: الثاني يعني ما قاله القرطبي أقرب من الأول, لأنه لم يتقدم النهي عن الصلاة على المنافقين, بدليل أنه قال في آخر هذا الحديث: ((قال فأنزل الله ولا تصل على أحد منهم)) والذي يظهر أن في رواية الباب تجوزا بينته الرواية التي في الباب بعده من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر بلفظ " فقال تصلي عليه وقد نهاك الله أن تستغفر لهم؟" وروى عبد بن حميد والطبري من طريق الشعبي عن ابن عمر عن عمر قال: "أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذت بثوبه فقلت: والله ما أمرك الله بهذا, لقد قال: إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" ووقع عند ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس "فقال عمر: أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: أين؟ قال: قال:استغفر لهم الآية, وهذا مثل رواية الباب, فكأن عمر قد فهم من الآية المذكورة ما هو الأكثر الأغلب من لسان العرب من أن "أو" ليست للتخيير, بل للتسوية في عدم الوصف المذكور أي أن الاستغفار لهم وعدم الاستغفار سواء, وهو كقوله تعالى: سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لكن الثانية أصرح, ولهذا ورد أنها نزلت بعد هذه القصة كما سأذكره, وفهم عمر أيضا من قوله: سبعين مرة أنها للمبالغة وأن العدد المعين لا مفهوم له, بل المراد نفي المغفرة لهم ولو كثر الاستغفار, فيحصل من ذلك النهي عن الاستغفار فأطلقه, وفهم أيضا أن المقصود الأعظم من الصلاة على الميت طلب المغفرة للميت والشفاعة له فلذلك استلزم عنده النهي عن الاستغفار ترك الصلاة, فلذلك جاء عنه في هذه الرواية إطلاق النهي عن الصلاة, ولهذه الأمور استنكر إرادة الصلاة على عبد الله بن أبي.

 هذا تقرير ما صدر عن عمر مع ما عرف من شدة صلابته في الدين وكثرة بغضه للكفار والمنافقين.

وإنما أشار بالذي ظهر له فقط, ولهذا احتمل منه النبي صلى الله عليه وسلم أخذه بثوبه ومخاطبته له في مثل ذلك المقام, حتى التفت إليه متبسما كما في حديث ابن عباس بذلك في هذا الباب. قوله: ((إنما خيرني الله فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة , وسأزيده على السبعين)) في حديث ابن عباس عن عمر من الزيادة " فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((أخر عني يا عمر, فلما أكثرت عليه قال: إني خيرت فاخترت)) أي خيرت بين الاستغفار وعدمه, وقد بين ذلك حديث ابن عمر حيث ذكر الآية المذكورة. وقوله في حديث ابن عباس عن عمر: ((لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها)) وحديث ابن عمر جازم بقصة الزيادة, وآكد منه ما روى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: " لما نزلت: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد خيرني ربي, فو الله لأزيدن على السبعين)) وأخرجه الطبري من طريق مجاهد مثله, والطبري أيضا وابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه مثله, وهذه طرق وإن كانت مراسيل فإن بعضها يعضد بعضا.

ودل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم أطال في حال الصلاة عليه من الاستغفار له, وقد ورد ما يدل على ذلك, قوله: (قال إنه منافق فصلى عليه) أما جزم عمر بأنه منافق فجرى على ما كان يطلع عليه من أحواله: وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله، وصلى عليه إجراءً له على ظاهر حكم الإسلام كما تقدم تقريره, واستصحابا لظاهر الحكم, ولما فيه من إكرام ولده الذي تحقق صلاحه, ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة, وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح, ثم أمر بقتال المشركين فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه, ولذلك قال: ((لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)) فلما حصل الفتح ودخل المشركون في الإسلام وقل أهل الكفر وذلوا أمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم مر الحق, ولا سيما وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم, وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى. قال الخطابي: إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن أبي ما فعل لكمال شفقته على من تعلق بطرف من الدين, ولتطييب قلب ولده عبد الله الرجل الصالح, ولتألف قومه من الخزرج لرياسته فيهم, فلو لم يجب سؤال ابنه وترك الصلاة عليه قبل ورود النهي الصريح لكان سبة على ابنه وعارا على قومه, فاستعمل أحسن الأمرين في السياسة إلى أن نهى فانتهى. وتبعه ابن بطال وعبر بقوله: ورجا أن يكون معتقدا لبعض ما كان يظهر في الإسلام.

قال: فأنزل الله تعالى: ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره قال: فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((وما يغنى عنه قميصي من الله , وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه)). قوله: فأنزل الله تعالى: ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره .

وفي حديث ابن عباس: ((فصلى عليه ثم انصرف , فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت)) زاد ابن إسحاق في المغازي قال حدثني الزهري بسنده في ثاني حديثي الباب قال: ((فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعده حتى قبضه الله)).

الخطبة الثانية

لم ترد .

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً